بَعْضٍ فَاحْكُمْ بَيْنَنا بِالْحَقِّ وَلا تُشْطِطْ وَاهْدِنا إِلى سَواءِ الصِّراطِ (٢٢) إِنَّ هذا أَخِي لَهُ تِسْعٌ وَتِسْعُونَ نَعْجَةً وَلِيَ نَعْجَةٌ واحِدَةٌ فَقالَ أَكْفِلْنِيها وَعَزَّنِي فِي الْخِطابِ (٢٣) قالَ لَقَدْ ظَلَمَكَ بِسُؤالِ نَعْجَتِكَ إِلى نِعاجِهِ وَإِنَّ كَثِيراً مِنَ الْخُلَطاءِ لَيَبْغِي بَعْضُهُمْ عَلى بَعْضٍ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ وَقَلِيلٌ ما هُمْ وَظَنَّ داوُدُ أَنَّما فَتَنَّاهُ فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وَخَرَّ راكِعاً وَأَنابَ (٢٤) فَغَفَرْنا لَهُ ذلِكَ وَإِنَّ لَهُ عِنْدَنا لَزُلْفى وَحُسْنَ مَآبٍ) (٢٥) (ص). والخصم الذين تسوّروا المحراب ـ برواية التوراة ـ هما ملكان فى صورة إنسيين ، فعلا ذلك كى لا يراهما أحد ، فما درى داود وهو فى الصلاة إلا وهما بين يديه جالسين. وكان سبب ذلك حكاية بتشابع بنت اليعام امرأة أوريا الحثّى ، وكان داود عند المساء قد قام عن سريره يتمشى على سطح بيت الملك ، فرأى من السطح امرأة تستحم وكانت هى بتشابع ، وكانت جميلة جدا ، فأرسل يسأل من تكون ، وبعث من أحضروها له ، ودخل عليها ، ورجعت إلى بيتها. وحملت المرأة فأرسلت تخبر داود ، فأرسل إلى قائد جيشه ليرسل إليه زوجها ، ولمّا جاء استخبره عن الجيش والحرب ، ثم أرسله ليبيت فى بيته مع امرأته ، لكن أوريا رفض أن ينام مع امرأته بينما الجيش فى الحرب ، وأعطاه داود إجازة يومين ، فأصر أن لا يبيت فى بيته طالما زملاؤه فى الحرب ، وسهر معه وأسكره وأرسله إلى بيته فلم يفعل ، فاضطر داود أن يرسل كتابا معه إلى قائد الجيش يأمره أن يوجه أوريا إلى حيث يكون القتال شديدا كى يموت ، وفعلا قتل أوريا ، وعلم داود ، وناحت امرأة أوريا على زوجها ، ولما تمت أيام مناحتها ضمّها داود إلى بيته واتخذها زوجة ، وولدت له ابنا ، وساء ما صنعه فى عينىّ الربّ ، فجاءه النبىّ ناتان وقال له حكاية عن رجلين ، أحدهما فقير والآخر غنى ، وكان للغنى غنم وبقر كثيرة جدا ، ولم يكن للفقير سوى نعجة صغيرة ، اشتراها وربّاها وكبرت عنده مع بنيه ، وتأكل من لقمته ، وتشرب من مائه ، وترقد على حصيره ، وكانت عنده كابنته. وحدث أن نزل بالغنى ضيف فاستخسر أن يذبح له من غنمه وبقره ، واستولى على نعجة الفقير وذبحها ليقدمها للضيف. واستمع داود للقصة فغضب على الغنى ، وقال لناتان : إن هذا الغنى يستحق القتل! وحكم بأن يعطى الفقير ثمن النعجة أربعة أضعاف! فقال له ناتان : أنت هو الرجل. أعطاك الربّ كل شىء فلم تقنع ، وطلبت المزيد ، وفعلت المنكر ، وقتلت أوريا الحثىّ بالسيف ، وأخذت امرأته! وحكم عليه ناتان : أن لا يفارق السيف يديه إلى الأبد ، جزاء أنه ازدرى شريعة الربّ وأخذ زوجة غيره لنفسه بعد أن تآمر على قتله ، ولذلك سوف يأتيه الشرّ من داخل بيته ، وسيأخذ أزواجه غيره ، ولمّا كان قد فعل ما فعل خفية ، فإن الربّ يفعل فيه مثلما فعل مع «أوريا» فى العلن وعلى مرأى من جميع إسرائيل ، وفى وضح النهار ، وأن الابن الذى يولد له سوف يموت. وبالفعل مرض الابن ، وصام داود وارتمى على الأرض يتضرّع إلى الله ،