وفي الصحيح (١) عنه صلىاللهعليهوسلم أنه قال : «ألا أنبئكم بأكبر الكبائر»؟ قالوا : بلى يا رسول الله! قال : الإشراك بالله وعقوق الوالدين. وجلس وكان متكئا فقال : ألا وقول الزور (ثلاثا).
وروي في الصحيح (٢) عنه صلىاللهعليهوسلم : «اجتنبوا السبع الموبقات» قالوا : وما هن؟ يا رسول الله! قال : الإشراك بالله والسحر وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق وأكل الربا وأكل مال اليتيم والتولي يوم الزحف وقذف المحصنات الغافلات المؤمنات».
وفي الصحيح (٣) عن عبد الله بن مسعود ، رضي الله عنه قال : «سألت رسول الله صلىاللهعليهوسلم : أي الذنب عند الله أكبر؟ قال : أن تجعل لله ندّا وهو خلقك قلت : ثم أي؟ قال : ثم أن تقتل ولدك خشية أن يطعم معك. قلت : ثم أي؟ قال : أن تزاني بحليلة جارك». قال : ونزلت هذه الآية تصديقا لقوله صلىاللهعليهوسلم : (وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللهِ إِلهاً آخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلا يَزْنُونَ) [الفرقان : ٦٨] الآية.
ثم ساق الخلاف في تعدادها.
وعندي أن الصواب هو الوقوف في تعدادها على ما صحت به الأحاديث. فإن رسول الله صلىاللهعليهوسلم مبيّن لكتاب الله عزوجل ، أمين على تأويله. والمرجع في بيان كتاب الله تعالى إلى السنة الصحيحة. كما أن المرجع في تعريف الكبيرة إلى العدّ دون ضبطها بحد. كما تكلفه جماعة من الفقهاء ، وطالت المناقشة بينهم في تلك الحدود. وإن منها ما ليس جامعا. ومنها ما ليس مانعا. فكله مما لا حاجة إليه بعد ورود صحاح الأخبار في بيان ذلك.
وقد ساق الحافظ ابن كثير هاهنا جملة وافرة منها وجوّد النقل عن الصحابة
__________________
(١) أخرجه البخاري عن عبد الرحمن بن أبي بكرة عن أبيه ، في : الشهادات ، ١٠ ـ باب ما قيل في شهادة الزور ، حديث ١٢٩١.
ومسلم في : الإيمان ، حديث ١٤٣.
(٢) أخرجه البخاري في : الوصايا ، ٢٣ ـ باب قول الله تعالى : (إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوالَ الْيَتامى ظُلْماً إِنَّما يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ ناراً وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيراً) ، حديث ١٣٢٥.
وأخرجه مسلم في : الإيمان ، حديث ١٤٥.
(٣) أخرجه البخاري في : التفسير ، ٢٥ ـ سورة الفرقان ، ٢ ـ باب (وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللهِ إِلهاً آخَرَ) ، حديث ١٩٦٢.
وأخرجه مسلم في : الإيمان ، حديث ١٤١ و ١٤٢.