أبي طالب رضي الله عنه ، مرّ به سائل وهو راكع في المسجد فأعطاه خاتمه.
وقال جويبر عن الضحاك في قوله : (إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا) ، قال : هم المؤمنون بعضهم أولياء بعض ، وقال أبو جعفر محمد بن علي الباقر : (إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا) ، نزلت في المؤمنين ، فقيل له : إنّ أناسا يقولون إنها نزلت في عليّ رضي الله عنه ، فقال : هو من المؤمنين.
(وَمَنْ يَتَوَلَّ اللهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا) ، يعني : يتولّ القيام بطاعة الله ونصرة رسوله والمؤمنين ، قال ابن عباس رضي الله عنهما : يريد المهاجرين والأنصار ، (فَإِنَّ حِزْبَ اللهِ) ، يعني : أنصار دين الله ، (هُمُ الْغالِبُونَ).
(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَكُمْ هُزُواً وَلَعِباً مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَالْكُفَّارَ أَوْلِياءَ وَاتَّقُوا اللهَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (٥٧) وَإِذا نادَيْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ اتَّخَذُوها هُزُواً وَلَعِباً ذلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لا يَعْقِلُونَ (٥٨) قُلْ يا أَهْلَ الْكِتابِ هَلْ تَنْقِمُونَ مِنَّا إِلاَّ أَنْ آمَنَّا بِاللهِ وَما أُنْزِلَ إِلَيْنا وَما أُنْزِلَ مِنْ قَبْلُ وَأَنَّ أَكْثَرَكُمْ فاسِقُونَ (٥٩))
قوله عزوجل : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَكُمْ هُزُواً وَلَعِباً) الآية ، قال ابن عباس (١) : كان رفاعة بن زيد بن التابوت وسويد بن الحارث قد أظهرا الإسلام ، ثم نافقا وكان رجال من المسلمين يوادونهما ، فأنزل الله عزوجل هذه الآية.
(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَكُمْ هُزُواً وَلَعِباً) ، بإظهار ذلك بألسنتهم قولا وهم مستبطنون الكفر ، (مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ مِنْ قَبْلِكُمْ) ، يعني : اليهود ، (وَالْكُفَّارَ) ، قرأ أهل البصرة والكسائي
__________________
وإسناده ساقط ليس بشيء محمد بن مروان ، هو السدي الصغير متروك متهم بالكذب وابن السائب هو الكلبي أقرّ على نفسه بالكذب. راجع «الميزان» وأبو صالح اسمه «باذام» لم يلق ابن عباس ، والمتن باطل.
وهذا الخبر أخرجه أيضا عبد الرزاق كما في تفسير ابن كثير (٢ / ٩٢ ، ٩٣) عن ابن عباس به.
قال ابن كثير : فيه عبد الوهّاب بن مجاهد ، لا يحتج به ا ه.
وقال الذهبي في «الميزان» (٢ / ٦٨٢) : قال يحيى : ليس يكتب حديثه. وقال أحمد : ليس بشيء. وقال ابن عدي : عامة ما يرويه لا يتابع عليه. وقال البخاري : يقولون : لم يسمع من أبيه ا ه.
والظاهر أن هذا المتن سرقه عن الكلبي ، فركبه على هذا الإسناد.
وأخرجه الطبري ١٢٢١٩ عن مجاهد مرسلا. وفيه غالب بن عبيد الله متروك وكرر ١٢٢١٦ عن أبي جعفر بلاغا ، مع ذلك هو مفصل.
وورد من حديث علي أخرجه ابن مردويه كما في «تفسير ابن كثير» (٢ / ٩٣) وورد من حديث عمار بن ياسر عند الطبراني في «الأوسط» كما في «المجمع» ١٠٩٧٨ وقال الهيثمي : فيه من لم أعرفهم ا ه.
وزاد ابن كثير نسبته لابن مردويه عن أبي رافع وقال ابن كثير : وليس يصح شيء منها بالكلية ، لضعف أسانيدها ، وجهالة رجالها.
وقال ابن كثير في «تفسيره» (٢ / ٧٣ ، ٧٤) ما ملخصه : وأما قوله تعالى : (وَهُمْ راكِعُونَ) فقد توهم بعض الناس أن الجملة في موضع حال من قوله : (وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ) أي في حال ركوعهم ، ولو كان كذلك لكان دفع الزكاة حال الركوع أفضل من غيره ، ولم يقل به أحد من أئمة الفتوى ا ه.
وذكره ابن تيمية في «المقدمة في أصول التفسير» وقال : إنه من وضع الرافضة ا ه.
والظاهر أنه من وضع الكلبي ، وسرقه منه بعض الضعفاء. وانظر مزيد الكلام عليه في «تفسير ابن كثير» و «فتح القدير» ٨١٥ و ٨١٦ للشوكاني عند هذه الآية وكلاهما بتخريجي.
(١) ضعيف. أخرجه الطبري ١٢٢٢١ عن ابن عباس ، وإسناده ضعيف لجهالة محمد بن أبي محمد.