اللهَ يَعْلَمُ سِرَّهُمْ وَنَجْواهُمْ وَأَنَّ اللهَ عَلاَّمُ الْغُيُوبِ (٧٨) الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقاتِ وَالَّذِينَ لا يَجِدُونَ إِلاَّ جُهْدَهُمْ فَيَسْخَرُونَ مِنْهُمْ سَخِرَ اللهُ مِنْهُمْ وَلَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ (٧٩))
(فَأَعْقَبَهُمْ) ، فأخلفهم ، (نِفاقاً فِي قُلُوبِهِمْ) ، أي : صيّر عاقبة أمرهم (١) النفاق ، يقال : أعقب فلانا ندامة إذا صيّر عاقبة أمره ذلك. وقيل : عاقبهم بنفاق قلوبهم. يقال : عاقبته وأعقبته بمعنى واحد. (إِلى يَوْمِ يَلْقَوْنَهُ) ، يريد حرمهم التوبة إلى يوم القيامة ، (بِما أَخْلَفُوا اللهَ ما وَعَدُوهُ وَبِما كانُوا يَكْذِبُونَ).
[١٠٩٥] أخبرنا أبو عبد الله محمد بن الفضل الخرقي ثنا أبو الحسن عليّ بن عبد الله الطيسفوني ثنا عبد الله بن عمر الجوهري ثنا أحمد بن عليّ الكشميهني ثنا علي بن حجر ثنا إسماعيل بن جعفر ثنا أبو سهيل نافع بن مالك عن أبيه عن أبي هريرة :
أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال : «آية المنافق ثلاث : إذا حدّث كذب ، وإذا وعد أخلف ، وإذا ائتمن خان».
(أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللهَ يَعْلَمُ سِرَّهُمْ وَنَجْواهُمْ) ، يعني : ما أضمروا في قلوبهم وما تناجوا به بينهم ، (وَأَنَّ اللهَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ).
(الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقاتِ) الآية.
[١٠٩٦] قال أهل التفسير : حثّ رسول الله صلىاللهعليهوسلم على الصدقة فجاء عبد الرحمن بن عوف بأربعة آلاف
__________________
[١٠٩٥] ـ إسناده صحيح على شرط البخاري ومسلم.
مالك هو ابن أبي عامر الأصبحي.
وهو في «شرح السنة» ٣٥ بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري ٣٣ و ٢٧٤٩ و ٢٦٨٢ و ٦٠٩٥ ومسلم ٥٩ والترمذي ٢٦٣١ والنسائي (٨ / ١١٧) وأحمد (٢ / ٣٥٧) وأبو عوانة (١ / ٢٠ و ٢١) وابن مندة في «الإيمان» ٥٢٧ والبيهقي في «السنن» (٦ / ٢٨٨) من طرق عن إسماعيل بن جعفر به.
وأخرجه مسلم ٥٩ ح ١٠٩ والترمذي ٢٦٣١ وأبو عوانة (١ / ٢١) وابن مندة ٥٢٨ و ٥٢٩ من طرق عن العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة به.
وأخرجه مسلم ٥٩ ح ١١٠ وأحمد (٣ / ٣٩٧ و ٥٣٦) وأبو عوانة (١ / ٢١) وابن مندة ٥٣٠ وابن حبان ٢٥٧ والبيهقي (٦ / ٢٨٨) والبغوي في «شرح السنة» ٣٦ من طرق عن حماد بن سلمة عن داود بن أبي هند عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة.
[١٠٩٦] ـ ذكره الواحدي في «أسباب النزول» ٥١٩ بقوله قال قتادة وغيره .... فذكره.
وقد أخرجه الطبري ١٧٠٢٤ عن قتادة نحوه مختصرا.
وورد هذا الخبر بألفاظ مختلفة من وجوه متعددة فقد جاء عن ابن عباس مختصرا ، أخرجه الطبري ١٧٠١٨ وفيه انقطاع بين علي بن أبي طلحة وابن عباس وكرره ١٧٠١٩ مطوّلا عن عطية العوفي عن ابن عباس وعطية ضعيف ، ومن دونه مجاهيل.
وورد عن مجاهد مرسلا أخرجه برقم ١٧٠٢٠ وكرره ١٧٠٢١ و ١٧٠٢٢ وورد عن عمر بن أبي سلمة ١٧٠٢٥ مرسلا.
وورد عن الربيع بن أنس مرسلا عند الطبري أيضا برقم ١٧٠٢٦ وأخرجه أيضا ١٧٠٢٧ عن ابن إسحاق ، وهذا معضل.
وأخرجه ١٧٠٣٢ عن يحيى بن كثير اليمامي مرسلا.
وورد عن أبي سلمة عن أبي هريرة عند البزار ٢٢١٦ «كشف الأستار» ورجاله ثقات لكن رواه مرسلا أيضا بدون ذكر أبي هريرة فهذه روايات كثيرة مختلفة الألفاظ والمعنى واحد ، وهو التصدق من قبل ابن عوف وغيره ، واللمز من قبل المنافقين.
وورد من حديث أبي مسعود الأنصاري عند البخاري ١٤١٥ و ١٤١٦ و ٢٢٧٢ و ٤٦٦٨ و ٤٦٦٩ ومسلم ١٠١٨ والنسائي في «الكبرى» ١١٢٢٣ وفي «التفسير» ٢٤٣ وابن ماجه ٤١٥٥ والواحدي في «الأسباب» ٥١٨ كلهم عن أبي مسعود.
__________________
(١) في المخطوط «أمورهم».