(وَكَتَبْنا لَهُ فِي الْأَلْواحِ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مَوْعِظَةً وَتَفْصِيلاً لِكُلِّ شَيْءٍ فَخُذْها بِقُوَّةٍ وَأْمُرْ قَوْمَكَ يَأْخُذُوا بِأَحْسَنِها سَأُرِيكُمْ دارَ الْفاسِقِينَ (١٤٥))
قوله تعالى : (وَكَتَبْنا لَهُ) ، يعني لموسى ، (فِي الْأَلْواحِ) ، قال ابن عباس : يريد ألواح التوراة.
[٩٤٣] وفي الحديث : «كانت من سدر الجنّة طول اللوح اثنا عشر ذراعا».
[٩٤٤] وجاء في الحديث (١) : «خلق الله آدم بيده وكتب التوراة بيده وغرس شجرة طوبى بيده».
وقال الحسن : كانت الألواح من خشب. قال الكلبي : كانت من زبرجدة خضراء. وقال سعيد بن جبير : كانت من ياقوت أحمر. وقال الربيع بن أنس : كانت الألواح من برد. وقال ابن جريج : كانت من زمرد أمر الله جبريل حتى جاء بها من عدن وكتبها بالقلم الذي كتب به الذكر واستمدّ من نهر النور ، قال وهب : أمر الله بقطع الألواح من صخرة صماء ليّنها الله له فقطعها بيده ثم شقّقها بإصبعه (٢) ، وسمع موسى صرير القلم بالكلمات العشر وكان ذلك في أول يوم من ذي القعدة ، وكانت الألواح عشرة أذرع على طول موسى. وقال مقاتل ووهب : (وَكَتَبْنا لَهُ فِي الْأَلْواحِ) ، كنقش الخاتم. وقال الربيع بن أنس : نزلت التوراة وهي سبعون وقر بعير يقرأ الجزء منه في سنة لم يقرأه إلا أربعة نفر موسى ويوشع وعزير وعيسى. وقال الحسن : هذه الآية في التوراة ألف آية ، يعني (وَكَتَبْنا لَهُ فِي الْأَلْواحِ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ) ، مما أمروا به ونهوا عنه ، (مَوْعِظَةً) نهيا عن الجهل ، وحقيقة الموعظة : التذكير (٣) والتحذير مما يخاف عاقبته ، (وَتَفْصِيلاً لِكُلِّ شَيْءٍ) ، أي : تبيينا لكل شيء من الأمر والنهي والحلال والحرام والحدود والأحكام. (فَخُذْها بِقُوَّةٍ) ، أي : بجد واجتهاد. وقيل : بقوة القلب وصحة العزيمة ، لأنه إذا أخذه بضعف النيّة أدّاه إلى الفتور ، (وَأْمُرْ قَوْمَكَ يَأْخُذُوا بِأَحْسَنِها) ، قال عطاء عن ابن عباس رضي الله عنهما : يحلوا حلالها ويحرّموا حرامها ويتدبّروا أمثالها ويعملوا بمحكمها ، ويقفوا عند متشابهها. وكان موسى عليهالسلام أشدّ عبادة من قومه ، فأمر بما لم يؤمروا به. قال قطرب : بأحسنها أي بحسنها وكلها حسن.
__________________
[٩٤٣] ـ باطل. ذكره السيوطي في «الدر» (٣ / ٢٢٤) عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده عن النبي صلىاللهعليهوسلم قال : «الألواح التي أنزلت على موسى كانت من سدر الجنة ...» فذكره ونسبه لابن أبي حاتم وأبي الشيخ وابن مردويه.
ولم أقف على إسناده إلى جعفر ، والظاهر أنه مصنوع ، وجعفر هو الصادق عن أبيه وهو محمد الباقر عن جده ، فإن كان المراد علي بن الحسين ، فهو معضل ، وإن كان المراد الحسين رضي الله عنه ، فهذا منقطع بين محمد الباقر وجده الحسين ، والله أعلم.
والخبر أمارة الوضع لائحة عليه ، وحسبه أن يكون من كلام محمد الباقر.
[٩٤٤] ـ ضعيف. أخرجه الدار قطني في «الصفات» ٢٨ وأبو نعيم في «صفة الجنة» ٢٣ وأبو الشيخ في «العظمة» ١٠٣٢ والبيهقي في «الأسماء والصفات» ٦٩٢ من طرق عن عون بن عبد الله عن أخيه عبد الله بن عبد الله بن الحارث عن أبيه قال : قال النبي صلىاللهعليهوسلم : «إن الله عزوجل خلق ثلاثة أشياء بيده ، خلق آدم بيده ، وكتب التوراة بيده ، وغرس الفردوس بيده ....» قال البيهقي : هذا مرسل اه.
والفقرة الأولى ثابتة بنص القرآن (قالَ يا إِبْلِيسُ ما مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِما خَلَقْتُ بِيَدَيَ) [ص : ٧٥ ـ].
وانظر «الدر» (٣ / ٢٢٤ ، ٢٢٥).
__________________
(١) في المطبوع «أحاديث».
(٢) في المطبوع «بيده».
(٣) في المطبوع «التذكرة».