٢ ـ سورة البقرة
[سورة البقرة مدنية وهي مائتان وثمانون وسبع آيات]
(بِسْمِ اللهِ
الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ)
(الم (١) ذلِكَ
الْكِتابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدىً لِلْمُتَّقِينَ (٢) الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ
بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْناهُمْ يُنْفِقُونَ (٣))
(الم) قال الشعبي وجماعة : الم وسائر حروف الهجاء في أوائل
السور من المتشابه الذي استأثر الله بعلمه ، وهي سرّ القرآن ، فنحن نؤمن بظاهرها
ونكل العلم فيها إلى الله تعالى ، وفائدة ذكرها طلب الإيمان بها.
قال أبو بكر
الصديق [رضي الله عنه] : في كل كتاب سرّ وسرّ الله في القرآن أوائل السور.
وقال علي [رضي
الله عنه] : إن لكل كتاب صفوة وصفوة هذا الكتاب حروف التهجي.
وقال داود بن
أبي هند : كنت أسأل الشعبي عن فواتح السور فقال : يا داود إن لكل كتاب سرّا وإن
سرّ القرآن فواتح السور فدعها ، وسل عما سوى ذلك.
وقال جماعة : [هي] معلومة المعاني ، فقيل : كل حرف منها مفتاح اسم من
أسمائه كما قال ابن عباس في (كهيعص (١)) [مريم : ١] ، الكاف من كاف ، والهاء من هاد والياء من حكيم والعين من عليم والصاد من صادق ، وقيل في (المص (١)) [الأعراف : ١] أنا الله الملك الصادق ، وقال الربيع بن أنس في الم : الألف
مفتاح اسمه الله واللام مفتاح اسمه اللطيف والميم مفتاح اسمه المجيد.
وقال محمد بن
كعب : الألف آلاء الله واللام لطفه والميم ملكه ، وروى سعيد بن جبير عن ابن عباس
أنه قال : معنى الم أنا الله أعلم ، ومعنى المص أنا الله أعلم وأفضل ، ومعنى الر :
أنا الله أرى ، ومعنى (المر) [الرعد : ١] أنا الله أعلم وأرى. قال الزجاج : وهذا حسن فإن العرب تذكر
حرفا من كلمة تريدها كقولهم :
قلت لها قفي فقالت قاف
أي : وقفت.
وعن سعيد بن
جبير قال : هي أسماء الله تعالى مقطعة لو أحسن الناس تأليفها لعلموا اسم الله
الأعظم ، ألا ترى أنك تقول المر وحم ون فتكون الرحمن ، وكذلك سائرها إلا أنا لا
نقدر على وصلها.
وقال قتادة :
هذه الحروف أسماء القرآن ، وقال مجاهد وابن زيد : هي أسماء السور ، وبيانه أن
__________________