(وَرُسُلاً قَدْ قَصَصْناهُمْ عَلَيْكَ مِنْ قَبْلُ وَرُسُلاً لَمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ وَكَلَّمَ اللهُ مُوسى تَكْلِيماً (١٦٤) رُسُلاً مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلاَّ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَكانَ اللهُ عَزِيزاً حَكِيماً (١٦٥))
قوله تعالى : (وَرُسُلاً قَدْ قَصَصْناهُمْ عَلَيْكَ مِنْ قَبْلُ) ، أي : وكما أوحينا إلى نوح وإلى الرسل ، (وَرُسُلاً) نصب بنزع حرف الصفة ، وقيل : معناه وقصصنا عليك رسلا ، وفي قراءة أبيّ «ورسل قد قصصناهم عليك من قبل» ، (وَرُسُلاً لَمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ وَكَلَّمَ اللهُ مُوسى تَكْلِيماً) ، قال الفراء : العرب تسمي ما يوصل إلى الإنسان كلاما بأيّ طريق وصل ، ولكن لا تحققه بالمصدر فإذا حقّق بالمصدر ولم يكن إلّا حقيقة الكلام كالإرادة يقال : [أراد فلان إرادة ، يريد حقيقة الإرادة ، ويقال](١) : أراد الجدار ، ولا يقال أراد الجدار إرادة لأنه مجاز غير حقيقة.
قوله تعالى : (رُسُلاً مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ) ، فيقولوا : ما أرسلت إلينا رسولا ولا أنزلت إلينا كتابا ، وفيه دليل على أنّ الله تعالى لا يعذب الخلق قبل بعثة الرسل (٢) قال الله تعالى : (وَما كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً) [الإسراء : ١٥] ، (وَكانَ اللهُ عَزِيزاً حَكِيماً).
[٧٣٢] أخبرنا عبد الواحد المليحي أنا أحمد بن عبد الله النعيمي أنا محمد بن يوسف أنا محمد بن إسماعيل ثنا موسى بن إسماعيل أنا أبو عوانة عبد الملك عن ورّاد كاتب المغيرة [عن المغيرة](١) قال :
قال سعد بن عبادة رضي الله عنه : لو رأيت رجلا مع امرأتي لضربته بالسيف غير مصفح ، فبلغ ذلك رسول الله صلىاللهعليهوسلم فقال : «أتعجبون من غيرة سعد؟ والله لأنا أغير منه ، والله أغير مني ، ومن أجل غيرة الله حرّم الفواحش ما ظهر منها وما بطن ، ولا أحد أحب إليه العذر من الله ، ومن أجل ذلك بعث المنذرين والمبشرين ، ولا أحد أحب إليه المدحة من الله ، ومن أجل ذلك وعد الله الجنة».
(لكِنِ اللهُ يَشْهَدُ بِما أَنْزَلَ إِلَيْكَ أَنْزَلَهُ بِعِلْمِهِ وَالْمَلائِكَةُ يَشْهَدُونَ وَكَفى بِاللهِ شَهِيداً (١٦٦) إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللهِ قَدْ ضَلُّوا ضَلالاً بَعِيداً (١٦٧) إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَظَلَمُوا لَمْ يَكُنِ اللهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلا لِيَهْدِيَهُمْ طَرِيقاً (١٦٨) إِلاَّ طَرِيقَ جَهَنَّمَ خالِدِينَ فِيها أَبَداً وَكانَ ذلِكَ عَلَى اللهِ يَسِيراً (١٦٩) يا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جاءَكُمُ الرَّسُولُ بِالْحَقِّ مِنْ رَبِّكُمْ فَآمِنُوا خَيْراً لَكُمْ وَإِنْ تَكْفُرُوا فَإِنَّ لِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَكانَ اللهُ عَلِيماً حَكِيماً (١٧٠))
__________________
(١) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل واستدرك من «شرح السنة» ومن «ط» ومن كتب التخريج.
[٧٣٢] ـ إسناده صحيح على شرط البخاري ومسلم ، عبد الملك هو ابن عمير ، ورّاد هو الثقفي أبو سعيد الكوفي كاتب المغيرة ومولاه ، المغيرة هو ابن شعبة.
ـ وهو في «شرح السنة» (٢٣٦٥) بهذا الإسناد.
ـ خرّجه المصنف من طريق البخاري ، وهو في «صحيحه» (٧٤١٦) عن موسى بن إسماعيل بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري ٤٧٤٦ ومسلم ١٤٩٩ والبيهقي في «الأسماء والصفات» (٦٣٠) من طريق أبي عوانة بهذا الإسناد.
ـ وأخرجه مسلم ١٤٩٨ ح ١٦ من طريق سليمان بن بلال ، عن سهيل ، عن أبيه ، عن أبي هريرة أن سعد بن عبادة قال لرسول الله : ..... فذكره دون عجزه.
__________________
(١) سقط من المخطوط.
(٢) في المطبوع «الرسول».