الربيع ، ثنا الشافعي ، ثنا عمي محمد بن علي بن شافع ، عن ابن شهاب ، عن عبيد الله بن عبد الله ، عن عائشة زوج النبي صلىاللهعليهوسلم أنها قالت : كان رسول الله صلىاللهعليهوسلم إذا أراد السفر أقرع بين نسائه فأيتهنّ خرج سهمها خرج بها ، أما إذا أراد سفر نقلة فليس له تخصيص بعضهن لا بالقرعة ولا بغيرها.
(وَلِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللهَ وَإِنْ تَكْفُرُوا فَإِنَّ لِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ وَكانَ اللهُ غَنِيًّا حَمِيداً (١٣١) وَلِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ وَكَفى بِاللهِ وَكِيلاً (١٣٢) إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ أَيُّهَا النَّاسُ وَيَأْتِ بِآخَرِينَ وَكانَ اللهُ عَلى ذلِكَ قَدِيراً (١٣٣))
قوله تعالى : (وَلِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ) عبيدا وملكا (وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ مِنْ قَبْلِكُمْ) ، يعني : أهل التوراة والإنجيل وسائر الأمم المتقدمة في كتبهم ، (وَإِيَّاكُمْ) يا أهل القرآن في كتابكم (١) ، (أَنِ اتَّقُوا اللهَ) أي : وحّدوا الله وأطيعوه ، (وَإِنْ تَكْفُرُوا) ، بما أوصاكم به الله (فَإِنَّ لِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ) ، قيل : فإن لله ملائكة في السموات والأرض هم (٢) أطوع له منكم ، (وَكانَ اللهُ غَنِيًّا) ، عن جميع خلقه غير محتاج إلى طاعتهم ، (حَمِيداً) محمودا على نعمه.
(وَلِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ وَكَفى بِاللهِ وَكِيلاً) ، قال عكرمة عن ابن عباس : يعني شهيدا أن فيها عبيدا ، وقيل : دافعا ومجيرا. فإن قيل : فأي فائدة في تكرار قوله تعالى : (وَلِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ)؟ قيل : لكلّ واحد منهما وجه ، أمّا الأول : معناه لله ما في السموات وما في الأرض وهو يوصيكم بالتقوى فاقبلوا وصيته ، وأمّا الثاني يقول : فإن لله ما في السموات وما في الأرض وكان الله غنيا أي : هو الغني وله الملك فاطلبوا منه ما تطلبون ، وأمّا الثالث يقول : (وَلِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ وَكَفى بِاللهِ وَكِيلاً (١٣٢)) أي : له الملك فاتخذوه وكيلا ولا تتوكلوا على غيره.
قوله تعالى : (إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ) ، يهلككم (أَيُّهَا النَّاسُ) ، يعني : الكفار ، (وَيَأْتِ بِآخَرِينَ) ، يقول بغيركم خير (٣) منكم وأطوع ، (وَكانَ اللهُ عَلى ذلِكَ قَدِيراً) قادرا.
(مَنْ كانَ يُرِيدُ ثَوابَ الدُّنْيا فَعِنْدَ اللهِ ثَوابُ الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ وَكانَ اللهُ سَمِيعاً بَصِيراً (١٣٤) يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَداءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلى أَنْفُسِكُمْ أَوِ الْوالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ إِنْ يَكُنْ غَنِيًّا أَوْ فَقِيراً فَاللهُ أَوْلى بِهِما فَلا تَتَّبِعُوا الْهَوى أَنْ تَعْدِلُوا وَإِنْ تَلْوُوا أَوْ تُعْرِضُوا فَإِنَّ اللهَ كانَ بِما تَعْمَلُونَ خَبِيراً (١٣٥) يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلى رَسُولِهِ وَالْكِتابِ الَّذِي أَنْزَلَ مِنْ قَبْلُ وَمَنْ يَكْفُرْ بِاللهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالاً بَعِيداً (١٣٦))
(مَنْ كانَ يُرِيدُ ثَوابَ الدُّنْيا فَعِنْدَ اللهِ ثَوابُ الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ) يريد : من كان يريد بعمله عرضا من
__________________
(١٤٨) والبيهقي ٧ / ٣٠٢ من طرق عن الزهري قال : حدثني سعيد بن المسيب وعروة بن الزبير ، وعلقمة بن وقّاص ، وعبيد الله بن عبد الله ، عن حديث عائشة به. فذكر حديثا طويلا ، وتقدم.
__________________
(١) في المطبوع «القرآن».
(٢) في المطبوع «هي».
(٣) في المخطوط «خيرا».