[٦٧٥] أخبرنا عبد الواحد المليحي أنا أحمد بن عبد الله النعيمي ، أنا محمد بن يوسف ، أنا محمد بن إسماعيل ، أنا أبو الوليد ، أنا شعبة ، عن عدي بن ثابت قال : [سمعت عبد الله بن يزيد يحدث ، عن زيد بن ثابت قال](١) :
لمّا خرج النبي صلىاللهعليهوسلم إلى أحد رجع ناس ممن خرج معه وكان أصحاب النبي صلىاللهعليهوسلم فرقتين فرقة تقول نقاتلهم وفرقة تقول لا نقاتلهم ، فنزلت : (فَما لَكُمْ فِي الْمُنافِقِينَ فِئَتَيْنِ وَاللهُ أَرْكَسَهُمْ بِما كَسَبُوا) ، وقال : «إنها طيبة تنفي الذنوب كما تنفي النّار خبث الفضّة».
ع [٦٧٦] وقال مجاهد : [هم](٢) قوم خرجوا إلى المدينة وأسلموا ثم ارتدّوا واستأذنوا رسول الله صلىاللهعليهوسلم إلى مكة ليأتوا ببضائع لهم يتّجرون فيها فخرجوا وأقاموا بمكة ، فاختلف المسلمون فيهم ، فقائل يقول هم منافقون ، وقائل يقول هم مؤمنون.
ع [٦٧٧] وقال بعضهم : نزلت في ناس من قريش قدموا المدينة وأسلموا ثم ندموا على ذلك فخرجوا كهيئة المتنزهين حتى تباعدوا من المدينة فكتبوا إلى رسول الله صلىاللهعليهوسلم : إنّا على الذي فارقناك عليه من الإيمان ولكنّا اجتوينا المدينة واشتقنا إلى أرضنا ، ثم إنهم خرجوا في تجارة لهم نحو الشام فبلغ ذلك المسلمين ، فقال بعضهم : نخرج إليهم فنقتلهم ونأخذ ما معهم لأنهم رغبوا عن ديننا ، وقالت طائفة : كيف تقتلون قوما على دينكم إن لم يذروا ديارهم ، وكان هذا بعين النبي صلىاللهعليهوسلم وهو ساكت لا ينهى واحدا من الفريقين ، فنزلت هذه الآية.
وقال بعضهم : هم قوم أسلموا بمكة ثم لم يهاجروا وكانوا يظاهرون المشركين ، فنزلت (١)(فَما لَكُمْ) يا معشر المؤمنين (فِي الْمُنافِقِينَ فِئَتَيْنِ) أي : صرتم فيهم فئتين ، أي : فرقتين ، (وَاللهُ أَرْكَسَهُمْ) أي : نكّسهم وردّهم إلى الكفر ، (بِما كَسَبُوا) بأعمالهم غير الزاكية (أَتُرِيدُونَ أَنْ تَهْدُوا) ، أي : أن ترشدوا (مَنْ أَضَلَّ اللهُ) ، وقيل : معناه أتقولون أنّ هؤلاء مهتدون وقد أضلّهم الله ، (وَمَنْ يُضْلِلِ اللهُ)
__________________
[٦٧٥] ـ إسناده صحيح على شرط البخاري ومسلم ، أبو الوليد هو الطيالسي اسمه هشام بن عبد الملك ، وهو غير صاحب المسند ، وكلاهما يروي عن شعبة ، هو ابن الحجاج.
ـ وهو في «شرح السنة» (٣٦٧٧) بهذا الإسناد.
ـ خرجه المصنف من طريق البخاري ، وهو في «صحيحه» (٤٠٥) عن أبي الوليد بهذا الإسناد.
ـ وأخرجه البخاري ١٨٨٤ و ٤٥٨٩ ومسلم ١٣٨٤ و ٢٧٧٦ والترمذي ٣٠٢٨ والنسائي في «التفسير» (١٣٣) وأحمد ٥ / ١٨٤ و ١٨٧ و ١٨٨ والطبري ١٠٠٥٥ والواحدي ٣٤١ من طريق شعبة بهذا الإسناد.
ع [٦٧٦] ـ ضعيف. أخرجه الطبري ١٠٠٥٨ عن مجاهد مرسلا وذكره الواحدي في «أسباب النزول» (٣٤٢ م) عن مجاهد بدون إسناد. وهو ضعيف لكونه مرسلا ، والصحيح ما قبله. وذكره السيوطي في «الدر المنثور» (٢ / ١٩٠). وزاد نسبته لعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم.
ع [٦٧٧] ـ ضعيف. أخرجه أحمد ١ / ١٩٢ والواحدي في «أسباب النزول» (٣٤٢) عن أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف ، عن أبيه بنحوه ، وإسناده منقطع ، أبو سلمة لم يسمع من أبيه شيئا. وله علة ثانية : ابن إسحاق مدلس ، وقد عنعن.
وورد بنحوه عن السدي مرسلا أخرجه الطبري ١٠٠٦٤ ، وهو ضعيف. والصواب في ذلك ما رواه الشيخان.
(١) انظر «تفسير الطبري» (١٠٠٦٠ و ١٠٠٦٢ و ١٠٠٦٣)
__________________
(١) سقط من المخطوط.
(٢) زيادة عن المخطوط و ـ ط.