شاء الله أن يقول ، وجعل يطعن بيده في خاصرتي فلا يمنعني من التحرك إلا مكان رسول الله صلىاللهعليهوسلم على فخذي ، فقام رسول الله صلىاللهعليهوسلم حين أصبح على غير ماء ، فأنزل الله تعالى آية التيمم (فَتَيَمَّمُوا) فقال أسيد بن حضير وهو أحد النقباء : ما هي بأول بركتكم يا آل أبي بكر ، قالت عائشة رضي الله عنها : فبعثنا البعير الذي كنت عليه فوجدنا العقد تحته.
[٦٢٣] وأخبرنا عبد الواحد بن أحمد المليحي أنا أحمد بن عبد الله النعيمي أنا محمد بن يوسف أنا محمد بن إسماعيل أنا عبيد بن إسماعيل أنا أبو أسامة عن هشام عن أبيه :
عن عائشة رضي الله عنها : أنها استعارت من أسماء قلادة فهلكت ، فأرسل رسول الله صلىاللهعليهوسلم ناسا من أصحابه في طلبها فأدركتهم الصلاة فصلوا بغير وضوء ، فلمّا أتوا النبي صلىاللهعليهوسلم شكوا ذلك إليه فنزلت آية التيمم. فقال أسيد بن حضير : جزاك الله خيرا فو الله ما نزل بك أمر قط إلّا جعل الله لك منه مخرجا وجعل للمسلمين فيه بركة
[(فَتَيَمَّمُوا) ، أي : اقصدوا](١) ، (صَعِيداً طَيِّباً) ، أي : ترابا طاهرا نظيفا قال ابن عباس رضي الله عنهما : الصعيد هو التراب.
واختلف أهل العلم فيما يجوز به التيمم ، فذهب الشافعي رحمهالله تعالى إلى أنه يختص بما يقع عليه اسم التراب مما يعلق باليد منه غبار ، لأن النبي صلىاللهعليهوسلم قال : «وجعلت تربتها لنا طهورا» (١) ،
وجوّز أصحاب الرأي التيمم بالزرنيخ والجصّ والنّورة وغيرها من طبقات الأرض ، حتى قالوا : لو ضرب يده (٢) على صخرة لا غبار عليها أو على التراب ثم نفخ فيه حتى زال التراب كله فمسح به وجهه ويديه صحّ تيممه ، وقالوا : الصعيد وجه الأرض :
ع [٦٢٤] لما روي عن جابر رضي الله عنه أن النبي صلىاللهعليهوسلم قال : «جعلت لي الأرض مسجدا وطهورا».
وهذا مجمل ، وحديث حذيفة في تخصيص التراب مفسّر والمفسّر من الحديث يقضي على المجمل ، وجوّز بعضهم بكل ما هو متصل بالأرض من شجر ونبات ، ونحوهما وقال : إن الصعيد اسم لما تصاعد
__________________
[٦٢٣] ـ إسناده صحيح على شرط البخاري ومسلم ، غير عبيد بن إسماعيل حيث تفرد عنه البخاري ، أبو أسامة هو حماد بن أسامة ، هشام هو ابن عروة بن الزبير.
خرجه المصنف من طريق البخاري ، وهو في «صحيحه» (٣٧٧٣) عن عبيد بن إسماعيل بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري ٣٣٦ و ٤٥٨٣ و ١٦٤ و ٥٨٨٢ ومسلم ٣٦٧ ح ١٠٩ وأبو داود ٣١٧ والنسائي ١ / ١٧٢ وابن ماجه ٥٦٨ والحميدي ١٦٥ وابن حبان ١٧٠٩ وأبو عوانة ١ / ٣٠٣ والطبري ٩٦٤٠ والبيهقي ١ / ٢١٤ من طريق هشام بن عروة ، عن أبيه به ، وانظر الحديث المتقدم.
(١) هو بعض الحديث المتقدم برقم : ٦١٠.
ع [٦٢٤] ـ صحيح. هو بعض من حديث أخرجه البخاري ٣٣٥ و ٤٣٨ و ٣١٢٢ ومسلم ٥٢١ والنسائي ١ / ٢٠٩ و ٢١١ وابن أبي شيبة ١١ / ٤٣٢ وأحمد ٣ / ٣٠٤ والدارمي ١ / ٣٢٢ ـ ٣٢٣ وابن حبان ٦٣٩٨ والبيهقي ١ / ٢١٢ و ٢ / ٣٢٩ و ٤٣٣ و ٦ / ٢٩١ و ٩ / ٤ والبغوي في «شرح السنة» (٣٥١٠) من طرق عن هشيم بن بشير ، عن سيّار ، عن يزيد الفقير ، عن جابر مرفوعا وصدره «أعطيت خمسا لم يعطهن أحد قبلي ....».
__________________
(١) سقط من المخطوط.
(٢) في المطبوع «يديه».