عن عبد الله بن أبي بكر [بن](١) محمد بن عمرو بن حزم أنه سمع عروة بن الزبير يقول : دخلت على مروان بن الحكم فذكرنا ما يكون منه الوضوء ، فقال مروان : من مسّ الذكر الوضوء ، فقال عروة : ما علمت ذلك ، فقال مروان :
أخبرتني بسرة بنت صفوان أنها سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول : «إذا مس أحدكم ذكره فليتوضأ».
وذهب جماعة إلى أنه لا يوجب الوضوء ، روي ذلك عن علي وابن مسعود وأبي الدرداء وحذيفة وبه قال الحسن وإليه ذهب الثوري وابن المبارك وأصحاب الرأي ، واحتجوا بما :
ع [٦٢٠] روي عن طلق بن علي رضي الله عنه أن النبي صلىاللهعليهوسلم سئل عن الرجل مس ذكره ، فقال : «هل هو إلّا بضعة منك»؟ [ويروى «هل هو إلا بضعة أو مضغة منه»](١).
ومن أوجب الوضوء منه قال : هذا منسوخ بحديث بسرة لأن أبا هريرة يروي أيضا : الوضوء من
__________________
وله شاهد من حديث أم حبيبة ، أخرجه ابن ماجه ٤٨١ وأعله البوصيري بالانقطاع ، وله شاهد ثالث من حديث ثوبان ، أخرجه ابن ماجه ٤٨٠ وأعله البوصيري بجهالة عقبة بن عبد الرحمن ، وله شاهد رابع.
ـ من حديث أبي هريرة أخرجه الشافعي في «الأم» (١ / ١٩) وأحمد ٢ / ٣٣٣ والدارقطني ١ / ١٤٧ والطحاوي في «المعاني» (١ / ٧٤) وابن حبان ١١١٨ والحازمي في «الناسخ والمنسوخ» ص (٤١) والبيهقي في «المعرفة» (١ / ٣٣٠) وفي «السنن» (٢ / ١٣١) والبغوي في «شرح السنة» (١٦٦) من طريق عن يزيد بن عبد الملك ونافع بن أبي نعيم ، عن سعيد المقبري عنه.
وصححه الحاكم ١ / ١٣٨ من طريق نافع بن أبي نعيم ، وقال الحافظ في «تلخيص الحبير» (١ / ١٢٢ ـ ١٢٤) ما ملخصه : حسنه الترمذي ، ونقل عن البخاري : حديث بسرة أصح شيء في هذا الباب ، وقال أبو داود في سؤالاته لأحمد ، قال أحمد : ليس بصحيح ، قال الحافظ بل هو صحيح ، وصححه ابن معين والبيهقي ، وقال الدارقطني : صحيح ثابت ا ه. وانظر «نصب الراية» (١ / ٥٦) و «فتح القدير» (١ / ٥٨).
(١) ما بين المعقوفتين زيادة عن «شرح السنة» و «ط» وكتب التراجم.
ع [٦٢٠] ـ حسن. أخرجه أبو داود ١٨٢ والترمذي ٨٥ والنسائي ١ / ١٠١ وابن أبي شيبة ١ / ١٦٥ وابن حبان ١١١٩ والدارقطني ١ / ١٤٩ وابن الجارود ٢١ والطحاوي ١ / ٧٥ و ٧٦ والبيهقي ١ / ١٣٤ من طرق عن ملازم بن عمرو ، عن عبد الله بن بدر ، عن قيس بن طلق ، عن أبيه به. وإسناده جيد.
ـ وأخرجه ابن ماجه ٤٨٣ وعبد الرزاق ٤٢٦ والطيالسي ١ / ٥٧ وأحمد ٤ / ٢٢ و ٢٣ والحازمي في «الناسخ والمنسوخ» ص (٤٠) والدارقطني ١ / ١٤٨ و ١٤٩ وابن الجارود ٢٠ والطبراني ٨٢٣٣ و ٨٢٣٤ والبيهقي في «المعرفة» (١ / ٣٥٥) من طرق عن قيس بن طلق ، عن أبيه به.
قال ابن حبان : خبر طلق بن علي الذي ذكرناه منسوخ لأن طلق بن علي كان قدومه على النبي صلىاللهعليهوسلم أول سنة من سني الهجرة ، حيث كان المسلمون يبنون مسجد رسول الله صلىاللهعليهوسلم بالمدينة ، وقد روى أبو هريرة إيجاب الوضوء من مسّ الذكر على حسب ما ذكرناه قبل ، وأبو هريرة أسلم سنة سبع من الهجرة ، فدل ذلك على أن خبر أبي هريرة كان بعد خبر طلق بن علي بسبع سنين ا ه. وله شاهد من حديث أبي أمامة ، أخرجه ابن ماجه ٤٨٤ لكن فيه جعفر بن الزبير متروك ، وجاء في «نصب الراية» (١ / ٦١) ما ملخصه : قال الطحاوي : حديث مستقيم الإسناد ، غير مضطرب ، وأسند عن علي المديني : حديث طلق أحسن من حديث بسرة ، وحكى الدارقطني عن أبي زرعة وأبي حاتم توهينهما لحديث طلق ، وأنه لا تقوم به حجة ا ه وجاء في «تلخيص الحبير» (١ / ١٢٥) ما ملخصه : حديث طلق صححه علي المديني والفلاس والطحاوي وابن حبان وابن حزم ، وضعفه الشافعي وأبو حاتم وأبو زرعة والدارقطني وابن الجوزي ، وادعى فيه النسخ : ابن حبان والطبراني وابن العربي والحازمي وآخرون وانظر مزيد الكلام عليه في «فتح القدير» لابن الهمام (١ / ٥٨) بتخريجي ، والله الموفق.
__________________
(١) ما بين المعقوفتين ليس في المخطوط و «شرح السنة».