غَلِيظاً) ، قال الحسن وابن سيرين والضحاك وقتادة : هو قول الولي عند العقد : زوجتكها على ما أخذ الله للنساء على الرجال من إمساك بمعروف أو تسريح بإحسان.
ع [٥٤٩] وقال الشعبي وعكرمة : هو ما روي عن النبي صلىاللهعليهوسلم أنه قال : «اتقوا الله في النساء فإنكم أخذتموهنّ بأمانة الله تعالى واستحللتم فروجهنّ بكلمة الله تعالى».
قوله عزوجل (وَلا تَنْكِحُوا ما نَكَحَ آباؤُكُمْ مِنَ النِّساءِ) ، كان أهل الجاهلية ينكحون أزواج آبائهم.
ع [٥٥٠] قال أشعث بن سوار : توفي أبو قيس وكان من صالحي الأنصار فخطب ابنه قيس امرأة أبيه فقالت : إني اتخذتك ولدا وأنت من صالحي قومك ، ولكني آتي رسول الله صلىاللهعليهوسلم أستأمره ، فأتته فأخبرته ، فأنزل الله تعالى : (وَلا تَنْكِحُوا ما نَكَحَ آباؤُكُمْ مِنَ النِّساءِ إِلَّا ما قَدْ سَلَفَ) ، قيل : بعد ما سلف ، وقيل : معناه لكن ما سلف ، أي : ما مضى في الجاهلية فهو معفو عنه ، (إِنَّهُ كانَ فاحِشَةً) أي : إنه فاحشة ، و (كانَ) فيه صلة ، والفاحشة أقبح المعاصي ، (وَمَقْتاً) أي : يورث مقت الله ، والمقت : أشدّ البغض ، (وَساءَ سَبِيلاً) ، وبئس ذلك طريقا وكانت العرب تقول لولد الرجل من امرأة أبيه : مقيت وكان منهم الأشعث بن قيس وأبو معيط بن أبي عمرو بن أمية.
[٥٥١] أخبرنا محمد بن الحسن المروزي أخبرنا أبو سهل محمد بن عمر السجزي أنا الإمام أبو سليمان الخطابي أنا أحمد بن هشام الحضرمي أنا أحمد بن عبد الجبار العطاردي عن حفص بن غياث عن أشعث بن سوّار عن عدي بن ثابت عن البراء بن عازب قال : مرّ بي خالي ومعه لواء فقلت : أين تذهب؟ قال : بعثني النبي صلىاللهعليهوسلم إلى رجل تزوج امرأة أبيه آتيه برأسه.
(حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهاتُكُمْ وَبَناتُكُمْ وَأَخَواتُكُمْ وَعَمَّاتُكُمْ وَخالاتُكُمْ وَبَناتُ الْأَخِ وَبَناتُ الْأُخْتِ
__________________
ع [٥٤٩] ـ صحيح. أخرجه مسلم ١٢١٨ وأبو داود ١٩٠٥ وابن ماجه ٣٠٧٤ والدارمي ١٧٩٣ في أثناء حديث جابر في صفة حجة النبي صلىاللهعليهوسلم. وتقدم.
ع [٥٥٠] ـ ذكره الواحدي في «أسباب النزول» (٣٠٢) بهذا السياق.
وأخرجه البيهقي ٧ / ١٦١ من طريق أشعث بن سوار ، عن عدي بن ثابت الأنصاري به. وقال البيهقي : هذا مرسل وبمعناه ذكره غير واحد من أهل التفسير ا ه.
وأشعث بن سوار ضعيف كما في «التقريب». وانظر الحديث ٥٤٨.
[٥٥١] ـ حديث قوي بطرقه. إسناده ضعيف لضعف أحمد بن عبد الجبار ، وأشعث بن سوّار ، لكن تابعهما غير واحد ، وباقي الإسناد ثقات.
ـ وهو في «شرح السنة» (٢٥٨٦) بهذا الإسناد.
لكن ورد من وجه آخر فقد. ـ أخرجه أبو داود ٤٤٥٧ والترمذي ١٣٦٢ والنسائي ٦ / ١٠٩ ـ ١١٠ وابن ماجه ٢٦٠٧ وعبد الرزاق ١٠٨٠٤ وأحمد ٤ / ٢٩٢ و ٢٩٥ والحاكم ٢ / ١٩١ والدارقطني ٣ / ١٩٦ من طرق عن البراء بن عازب به ، صححه الحاكم ؛ ووافقه الذهبي ، وقال الترمذي : حسن غريب ا ه. وهو قوي لمجيئه من طرق عن عدي بن ثابت ، وعدي ثقة روى له الستة.
ـ وورد بنحوه من حديث مطرّف عن أبي الجهم ، عن البراء بن عازب.
أخرجه أبو داود ٤٤٥٦ والدارقطني ٣ / ١٩٦ والحاكم ٢٧٧٨ وسكت عنه ، وقال الذهبي : إسناده مليح ا ه.
وقال المنذري : قد اختلف فيه اختلافا كثيرا ، وللحديث أسانيد كثيرة ، منها ما رجاله رجال الصحيح ا ه. «التعليق المغني» للآبادي.