أنا محمد بن حماد أنا أبو معاوية عن الأعمش عن عبد الله بن مرة عن مسروق قال :
سألنا عبد الله بن مسعود رضي الله عنه (١) عن هذه الآية : (وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللهِ أَمْواتاً بَلْ أَحْياءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ) الآية ، قال : أما إنا قد سألنا (١) عن ذلك فقال : «أرواحهم كطير خضر» ويروى «ـ في جوف طير خضر ـ تسرح في أيها شاءت ، ثم تأوي إلى قناديل معلقة بالعرش ، فبينما هم كذلك ، إذ اطّلع عليهم ربك اطّلاعة ، فقال : سلوني ما شئتم ، فقالوا : يا ربّ كيف نسألك ونحن نسرح في الجنة في أيها شئنا ، فلما رأوا أن لا يتركوا من أن يسألوا شيئا ، قالوا : نسألك أن ترد أرواحنا إلى أجسادنا في الدنيا نقتل في سبيلك ، قال : فلما رأى أنهم لا يسألون إلا هذا تركوا» (٢).
[٤٨٣] أخبرنا أبو سعيد الشريحي أنا أبو إسحاق الثعلبي أنا عبد الله بن حامد أخبرنا أحمد بن محمد بن شاذان أنا جيعويه أنا صالح بن محمد أنا سليمان بن عمرو عن إسماعيل بن أمية عن عطاء بن أبي رباح عن ابن عباس رضي الله عنهما قال :
إنّ رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال لأصحابه : «إنّه لمّا أصيب إخوانكم يوم أحد جعل الله عزوجل أرواحهم في أجواف طير خضر ترد أنهار الجنة تأكل من ثمارها وتسرح من الجنة حيث شاءت وتأوي إلى قناديل من ذهب معلقة في ظل العرش ، فلما وجدوا لهيب مأكلهم ومشربهم ومقيلهم ورأوا ما أعدّ الله لهم من الكرامة ، قالوا : يا ليت قومنا يعلمون ما نحن فيه من النّعيم وما يصنع الله بنا كي يرغبوا في الجهاد ، ولا يتّكلوا عنه ، فقال الله عزوجل أنا مخبر عنكم ومبلغ إخوانكم ففرحوا بذلك واستبشروا ، فأنزل الله تعالى : (وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللهِ أَمْواتاً) إلى قوله : (لا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ)».
[٤٨٤] وسمعت عبد الواحد بن أحمد المليحي قال : سمعت الحسن بن أحمد القتيبي قال : سمعت
__________________
ـ وله شاهد من حديث ابن عباس هو الآتي.
(١) وقع في المطبوع «سألنا عن ذلك رسول الله صلىاللهعليهوسلم» وهو خطأ والتصويب عن بعض النسخ وعن «شرح السنة» و «صحيح مسلم» ، وله حكم الرفع فإن مثله لا يدرى بالرأي.
[٤٨٣] ـ حديث حسن. تفرد المصنف بهذا الإسناد.
سليمان بن عمرو ، لم ينسبه المصنف ، وأخشى أن يكون النخعي وهو أبو داود ، فإنه وحده من هذه الطبقة وهو متروك كذاب ، وقد توبع ومن دونه ، والإسناد غريب بكل حال لأن فيه ذكر عطاء ، وقد رواه الأئمة عن إسماعيل بن أمية ، عن أبي الزبير ، عن سعيد بن جبير.
وأخرجه أبو داود ٢٥٢٠ والحاكم ٢ / ٨٨ وأبو يعلى ٢٣٣١ وأحمد ١ / ٢٦٦ والبيهقي ٩ / ١٦٣ والواحدي في «أسباب النزول» (٢٦١) ، عن عبد الله بن إدريس ، عن محمد بن إسحاق ، عن إسماعيل بن أمية ، عن أبي الزبير ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس به.
وصرّح ابن إسحاق بالتحديث في رواية أحمد ، وحديثه حسن.
ـ وأخرجه أحمد ١ / ٢٦٥ ـ ٢٦٦ والطبري ٨٢٠٥ عن أبي الزبير ، عن ابن عباس وإسناده منقطع أبو الزبير لم يسمع من ابن عباس كما في مراسيل ابن أبي حاتم ص ١٩٣ ، لكن الحجة في الرواية المتقدمة ، ويشهد له حديث ابن مسعود المتقدم ، والله أعلم.
[٤٨٤] ـ حديث حسن. إسناده حسن ، رجاله ثقات ، موسى بن إبراهيم هو ابن كثير ، صدوق وشيخه أيضا صدوق ، ويحيى بن
__________________
(١) تصحف في المطبوع و ـ ط «عنهما» ومسعود لم يدرك الإسلام فهو سهو من النساخ.
(٢) حصل اضطراب في ألفاظ هذا الحديث في المطبوع والمخطوط لذا أثبت هذا السياق عن المخطوط و ـ ط و «شرح السنة» وأما لفظ المطبوع و «صحيح مسلم» فمختلف عنه ، وفيه تقديم وتأخير وحذف وزيادة.