قال أبو هريرة معناه : كنتم خير النّاس للنّاس ، تجيئون بهم في السلاسل فتدخلونهم في الإسلام ، قال قتادة : هم أمة محمد صلىاللهعليهوسلم لم يؤمر نبي قبله (١) بالقتال ، فهم يقاتلون الكفار فيدخلونهم في دينهم ، فهم خير أمة للناس ، وقيل : «للناس» صلة قوله أخرجت أي : ما أخرج الله للناس أمّة خيرا من أمة محمد صلىاللهعليهوسلم.
[٤٢٧] أخبرنا أبو سعيد الشريحي أنا أبو إسحاق الثعلبي أنا أبو عبد الله الحسين بن محمد الحافظ أخبرنا أبو علي الحسين بن محمد بن حبيش المقري أنا علي بن زنجويه أخبرنا سلمة بن شبيب أنا عبد الرزاق أنا معمر عن بهز بن حكيم عن أبيه عن جدّه :
أنه سمع النبيّ صلىاللهعليهوسلم يقول في قوله تعالى : (كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ) ، قال : «إنكم تتمون (١) سبعين أمة أنتم خيرها وأكرمها على الله عزوجل».
[٤٢٨] أخبرنا عبد الواحد بن أحمد المليحي أنا [أبو](٢) معشر (٣) إبراهيم بن محمد الفيركي أخبرنا أبو عبد الله محمد بن زكريا بن يحيى أخبرنا أبو الصلت أخبرنا حماد بن زيد أخبرنا علي بن زيد عن أبي نضرة عن أبي سعيد الخدري :
عن النبيّ صلىاللهعليهوسلم قال : «ألا وإنّ هذه الأمة توفّي سبعين أمة هي أخيرها وأكرمها على الله عزوجل».
[٤٢٩] أخبرنا أبو سعيد الشريحي أنا أبو إسحاق الثعلبي ، أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن محمد أنا
__________________
[٤٢٧] ـ حديث صحيح بشواهده. إسناده حسن للاختلاف المعروف في بهز عن آبائه ، وهي سلسلة الحسن ، وللحديث شواهد ، جد بهز هو معاوية بن حيدة رضي الله عنه.
خرجه المصنف من طريق عبد الرزاق ، وهو في «تفسيره» (٤٤٦) عن معمر بهذا الإسناد ومن طريق عبد الرزاق أخرجه الطبري ٧٦٢٠.
ـ وأخرجه الترمذي ٣٠٠١ وابن ماجه ٤٢٨٧ وأحمد ٤ / ٤٤٧ والحاكم ٤ / ٨٤ والطبري ٧٦١٩ والطبراني في «الكبير» (١٩ / (١٠٢٣ و ١٠٣٠) من حديث بهز بن حكيم به.
وصححه الحاكم ، ووافقه الذهبي ، وقال الترمذي : حديث حسن ، وذكره الهيثمي في «المجمع» (١٨٦٤٥) وقال : رواه أحمد ورجاله ثقات.
ـ وأخرج الطبري ٧٦٢١ عن قتادة قال : «ذكر لنا أن نبي الله صلىاللهعليهوسلم قال ذات يوم ، وهو مسند ظهره إلى الكعبة : نحن نكمل يوم القيامة سبعين أمة ، نحن آخرها وخيرها» ا ه.
وللحديث شواهد يتقوى بها إن شاء الله تعالى ، وانظر ما بعده.
(١) في الأصل «تنمون» والتصويب من «كتب الحديث».
[٤٢٨] ـ إسناده ضعيف ، له علتان : الأولى : ضعف أبي الصلت الهروي واسمه عبد السلام بن صالح ، والثانية : ضعف علي بن زيد ، وهو ابن جدعان. وأخرجه أحمد ٣ / ٦١ (١١١٩٣) من طريق معمر ، عن علي بن زيد بهذا الإسناد ، وهو عجز حديث عنده وعلته علي بن زيد لكن يصلح شاهدا لما قبله. وانظر «أحكام القرآن» (٣٥٣) بتخريجي.
[٤٢٩] ـ حديث حسن صحيح بشواهده. إسناده لا بأس به ، عبد الرحمن بن المبارك ، ثقة روى له البخاري ، ومن دونه توبعوا ، وشيخه حماد بن يحيى الأبح ، صدوق يخطئ.
ـ وأخرجه الترمذي ٢٨٧٣ من طريق حماد بن يحيى به ، وحسّنه وأخرجه أحمد ٣ / ١٣٠ و ١٤٣ وأبو يعلى ٣٤٧٥ والطيالسي ٢٠٢٣ وأبو الشيخ في «الأمثال» (٣٣٠ و ٣٣١).
__________________
(١) تصحف في المطبوع «بعده».
(٢) زيادة عن ـ ط.
(٣) زيد في المطبوع «بن».