في (١) الله حق جهاده ولا تأخذكم في الله لومة لائم ، وتقوموا لله بالقسط ولو على أنفسكم وآبائكم وأبنائكم. وعن أنس أنه قال : لا يتقي الله عبد حقّ تقاته حتى يخزن لسانه ، قال أهل التفسير : لما نزلت هذه الآية شقّ ذلك عليهم ، فقالوا : يا رسول الله ومن يقوى على هذا ، فأنزل الله تعالى : (فَاتَّقُوا اللهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ) [التغابن : ١٦] ، فنسخت هذه الآية ، وقال مقاتل : ليس في آل عمران من المنسوخ إلّا هذه الآية (وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ) ، أي : مؤمنون ، وقيل : مخلصون مفوّضون أموركم إلى الله عزوجل ، وقال الفضيل (٢) : محسنون الظنّ بالله [تعالى].
[٤١٤] أخبرنا عبد الواحد بن أحمد المليحي أنا أبو بكر العبدوسي أخبرنا أبو بكر محمد (١) بن حمدون بن خالد بن بريدة (٢) أخبرنا سليمان بن سيف (٣) أخبرنا وهب بن جرير أنا شعبة عن الأعمش عن مجاهد عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال :
قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «أيها الناس اتقوا الله حقّ تقاته فلو أنّ قطرة من الزّقوم قطرت على الأرض لأمرّت على أهل الدنيا معيشتهم ، فكيف بمن هو طعامه وليس له طعام غيره»؟.
(وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْداءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْواناً وَكُنْتُمْ عَلى شَفا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْها كَذلِكَ يُبَيِّنُ اللهُ لَكُمْ آياتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (١٠٣))
قوله عزوجل : (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعاً) ، الحبل : السبب الذي يتوصّل به إلى البغية ، وسمي الإيمان حبلا لأنه سبب يتوصل به إلى زوال الخوف [من النار](٣) ، واختلفوا في معناه هاهنا ، قال ابن عباس : معناه تمسّكوا بدين الله ، وقال ابن مسعود : هو الجماعة ، وقال : عليكم بالجماعة فإنها حبل الله الذي أمر به ، وإن ما تكرهون في الجماعة والطاعة خير ممّا تحبون في الفرقة ، وقال مجاهد وعطاء : بعهد الله ، وقال قتادة والسدي : هو القرآن.
__________________
(١) في الأصل «أبو بكر بن محمد» والتصويب من «شرح السنة».
(٢) في الأصل «يزيد» والتصويب من «شرح السنة».
(٣) في الأصل «يوسف» والتصويب من «شرح السنة» و «كتب التراجم».
[٤١٤] ـ المرفوع ضعيف ، والراجح وقفه. رجال الإسناد ثقات مشاهير ، لكن فيه عنعنة الأعمش ، وهو مدلس ، فالإسناد ضعيف ، والراجح وقفه. شعبة هو ابن الحجاج ، والأعمش هو سليمان بن مهران ، ومجاهد هو ابن جبر.
ـ وهو في «شرح السنة» (٤٣٠٤) بهذا الإسناد.
ـ وأخرجه الترمذي ٢٥٨٥ والطيالسي ٢٦٤٣ وأحمد ١ / ٣٠٠ ـ ٣٠١ و ٣٣٨ وابن حبان ٧٤٧٠ والحاكم ٢ / ٢٩٤ و ٤٥١ والطبراني ١١٠٦٨ والبيهقي في «البعث» (٥٩٦) من طرق عن شعبة به.
وصححه الحاكم عن شرطهما! ووافقه الذهبي! وقال الترمذي : حسن صحيح!؟ والصواب أنه ضعيف فيه عنعنة الأعمش وهو مدلس وقد سقط من الإسناد رجل بدليل ما أخرجه ابن أبي شيبة ١٣ / ١٦١ وأحمد ١ / ٣٣٨ والبيهقي في «البعث» (٥٩٧) من وجه آخر عن الأعمش ، عن أبي يحيى ، عن مجاهد ، عن ابن عباس موقوفا عليه ، وأبو يحيى فيه لين ، لكن حديثه أصح من المرفوع.
__________________
(١) زيد في المطبوع «سبيل».
(٢) وقع في المخطوط «الفضل».
(٣) زيادة من المخطوط.