الكلبي : تؤتي الملك من تشاء : محمدا وأصحابه ، (وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشاءُ) أبي جهل وصناديد قريش ، وقيل : تؤتي الملك من تشاء : العرب ، وتنزع الملك ممّن تشاء : فارس والروم ، وقال السدي : (تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشاءُ) ، آتى الله الأنبياء عليهمالسلام الملك وأمر العباد بطاعتهم ، (وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشاءُ) ، نزعه من الجبارين ، وأمر العباد بخلافهم ، وقيل : (تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشاءُ) : آدم وولده ، (وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشاءُ) : إبليس وجنوده ، وقوله تعالى : (وَتُعِزُّ مَنْ تَشاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشاءُ) ، قال عطاء : (وَتُعِزُّ مَنْ تَشاءُ) : المهاجرين والأنصار ، (وَتُذِلُّ مَنْ تَشاءُ) : فارس والروم ، وقيل : (تُعِزُّ مَنْ تَشاءُ) محمدا صلىاللهعليهوسلم وأصحابه ، حين (١) دخلوا مكة في عشرة آلاف ظاهرين عليها [قهرا على أهلها](٢) ، (وَتُذِلُّ مَنْ تَشاءُ) أبا جهل وأصحابه ، حتى جزت رءوسهم وألقوا في القليب ، وقيل : (تُعِزُّ مَنْ تَشاءُ) : بالإيمان والهداية [ودخول الجنة](٣). (وَتُذِلُّ مَنْ تَشاءُ) : بالكفر والضلالة [ودخول النار](٤) ، [وقيل تعزّ من تشاء بالطاعة ، وتذل من تشاء بالمعصية](٥) ، وقيل : تعزّ من تشاء بالنصر ، وتذل من تشاء بالقهر ، وقيل : تعزّ من تشاء بالغنى ، وتذلّ من تشاء بالفقر ، وقيل : تعز من تشاء بالقناعة والرّضى ، وتذل من تشاء بالحرص والطمع ، (بِيَدِكَ الْخَيْرُ) ، أي : بيدك الخير والشرّ فاكتفى بذكر أحدهما. قال تعالى : (سَرابِيلَ تَقِيكُمُ الْحَرَّ) [النحل : ٨١] ، أي : الحرّ والبرد ، فاكتفى بذكر أحدهما. (إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ).
(تُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهارِ وَتُولِجُ النَّهارَ فِي اللَّيْلِ وَتُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَتُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَتَرْزُقُ مَنْ تَشاءُ بِغَيْرِ حِسابٍ (٢٧))
قوله تعالى : (تُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهارِ) ، أي : تدخل الليل في النهار ، حتى يكون النهار خمس عشرة ساعة والليل تسع ساعات ، (وَتُولِجُ النَّهارَ فِي اللَّيْلِ) ، حتى يكون الليل خمس عشرة ساعة ، والنهار تسع ساعات ، فما نقص من أحدهما زاد في الآخر ، (وَتُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَتُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِ) ، قرأ أهل المدينة وحمزة والكسائي وحفص عن عاصم (الْمَيِّتِ) بتشديد الياء هاهنا وفي الأنعام ويونس والروم (١) ، وفي الأعراف : (لِبَلَدٍ مَيِّتٍ) [الأعراف : ٥٧] ، وفي فاطر : (إِلى بَلَدٍ مَيِّتٍ) [فاطر : ٩] ، زاد نافع : (أَوَمَنْ كانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْناهُ) [الأنعام : ١٢٢] ، و (لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً) [الحجرات : ١٢] و (الْأَرْضُ الْمَيْتَةُ أَحْيَيْناها) [يس : ٣٣] فيشددها والآخرون يخففونها وشدّد يعقوب (وَتُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ) و (لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً) [الحجرات : ١٢] ، قال ابن مسعود وسعيد بن جبير ومجاهد وقتادة : معنى الآية : يخرج الحيوان من النطفة وهي ميتة ، ويخرج النطفة من الحيوان ، [وهو حيّ](٦) ، وقال عكرمة والكلبي : يخرج الحيّ من الميت ، أي : الفرخ من البيضة ويخرج البيضة من الطير ، وقال الحسن وعطاء : يخرج المؤمن من الكافر ويخرج الكافر من المؤمن ، فالمؤمن حيّ الفؤاد والكافر ميت الفؤاد ، قال الله تعالى : (أَوَمَنْ كانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْناهُ) [الأنعام : ١٢٢] ، وقال الزجاج : يخرج النبات الغضّ الطري من الحبّ اليابس ، ويخرج الحب اليابس من النبات الطري (٧) النامي.
__________________
(١) الأنعام : ٩٥ ويونس : ٣١ والروم : ١٩.
__________________
(١) في المطبوع «حتى».
(٢) زيادة عن المخطوط.
(٣) زيادة عن المخطوط.
(٤) زيادة عن المخطوط.
(٥) ما بين المعقوفتين سقط من المخطوط.
(٦) زيادة عن المخطوط.
(٧) في المطبوع «الحي».