يوسف أخبرنا محمد بن إسماعيل [أخبرنا موسى بن إسماعيل](١) ، أخبرنا عبد الواحد عن عاصم عن أبي عثمان ، عن أبي موسى الأشعري قال :
لما غزا رسول الله صلىاللهعليهوسلم خيبر ، أو قال : لمّا توجه رسول الله صلىاللهعليهوسلم إلى خيبر ، أشرف الناس على واد فرفعوا أصواتهم بالتكبير الله أكبر الله أكبر لا إله إلّا الله ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «أربعوا على أنفسكم ، إنكم لا تدعون أصمّ ولا غائبا ، إنكم تدعون سميعا قريبا وهو معكم».
قوله تعالى : (أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذا دَعانِ) ، قرأ أهل المدينة غير قالون وأبي عمرو بإثبات الياء فيهما في الوصل ، والباقون يحذفونها وصلا ووقفا ، وكذلك اختلف القراء في إثبات الياءات المحذوفة من الخط وحذفها في التلاوة ، وأثبت يعقوب جميعها وصلا ووقفا ، واتفقوا على إثبات ما هو مثبت في الخط وصلا ووقفا ، (فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي) ، قيل : الاستجابة بمعنى الإجابة ، أي : فليجيبوا إليّ بالطاعة ، والإجابة في اللغة : الطاعة وإعطاء ما سئل ، فالإجابة من الله تعالى : العطاء ، ومن العبد : الطاعة ، وقيل : فليستجيبوا إليّ ، أي : ليستدعوا مني الإجابة ، وحقيقته فليطيعوني ، (وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ) ، لكي يهتدوا ، فإن قيل : فما وجه قوله تعالى : (أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ) ، وقوله : (ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ) [غافر : ٦٠] ، وقد ندعوا كثيرا فلا يجيب؟ قلنا : اختلفوا في معنى الآيتين ، قيل : معنى الدعاء هاهنا : الطاعة ، ومعنى الإجابة؟ الثواب ، وقيل : معنى الآيتين خاص ، وإن كان لفظهما عاما ، تقديرهما : أجيب دعوة الداعي إن شئت ؛ كما قال : (فَيَكْشِفُ ما تَدْعُونَ إِلَيْهِ إِنْ شاءَ) [الأنعام : ٤١] ، وأجيب دعوة الداعي إن وافق القضاء ، أو أجيبه إن كانت الإجابة خيرا له ، أو أجيبه إن لم يسأل محالا.
[١٥٤] أخبرنا عبد الواحد بن أحمد المليحي أخبرنا أبو منصور [محمد بن محمد] السمعاني أخبرنا أبو جعفر محمد بن أحمد بن عبد الجبار الرّياني (٢) ، أخبرنا حميد بن زنجويه أخبرنا عبد الله بن صالح ، حدثني معاوية بن صالح أن ربيعة بن يزيد حدّثه عن أبي إدريس ، عن أبي هريرة :
__________________
ـ وفي «صحيح البخاري» ٤٢٠٥ عن موسى بن إسماعيل بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري ٢٩٩٢ ومسلم ٢٧٠٤ وأبو داود ١٥٢٨ وابن ماجه ٣٨٢٤ وأحمد (٤ / ٤٠٣) و ٤١٧ و ٤١٨ وابن السني في «عمل اليوم والليلة» ٥١٨ من طريق عاصم الأحول بهذا الإسناد.
ـ وأخرجه البخاري ٦٣٨٤ و ٦٤٠٩ و ٦٦١٠ ومسلم ٢٧٠٤ وأبو داود ١٥٢٦ و ١٥٢٧ والترمذي ٣٣٧١ و ٣٤٥٧ والنسائي في «الكبرى» ١٠٣٧٢ وابن ماجه ٣٨٢٤ وأحمد (٤ / ٣٩٩) و (٤٠٢) و (٤١٨) و (٤١٩) وأبو يعلى ٧٢٥٢ وابن السني ٥٢١ من طرق من حديث أبي موسى الأشعري.
(١) ما بين المعقوفتين زيادة من «شرح السنة» و «صحيح البخاري».
[١٥٤] ـ حديث صحيح. إسناده ضعيف لأجل عبد الله بن صالح كاتب الليث ، فإنه روى مناكير. لكن تابعه ابن وهب ، ومعاوية من رجال مسلم ومن فوقه رجال البخاري ومسلم ، أبو إدريس هو الخولاني اسمه عائذ الله بن عبد الله.
وهو في «شرح السنة» ١٣٨٤ بهذا الإسناد.
ـ وأخرجه مسلم ٢٧٣٥ والبخاري في «الأدب المفرد» ٦٥٥ وابن حبان ٨٨١ و ٩٧٦ والبيهقي (٣ / ٣٥٣) من طريق ابن وهب عن معاوية بن صالح بهذا الإسناد.
ـ وورد من طريق آخر عن أبي هريرة مرفوعا ومختصرا دون ذكر الإثم وقطيعة الرحم أخرجه البخاري ٦٣٤٠ وفي «الأدب المفرد» ٦٥٤ ومسلم ٢٧٣٠ وأبو داود ١٤٨٤ والترمذي ٣٣٧٨ وابن ماجه ٣٨٥٣ ومالك (١ / ٢١٣) وأحمد (٢ / ٤٨٧) و ٣٩٦ وابن حبان ٩٧٥ والطحاوي في «المشكل» (١ / ٣٧٤).
(٢) وقع في الأصل «الزياتي» والتصويب من «شرح السنة» ومن «تهذيب الكمال».