ويدع الفقير ، قال ابن مسعود : الوصية للأخل فالأخل ، أي : الأحوج فالأحوج.
[١٣٤] أخبرنا أحمد بن عبد الله الصالحي أخبرنا أبو بكر أحمد بن الحسن (١) الحيري ، أخبرنا أبو جعفر محمد بن علي بن دحيم (٢) الشيباني ، أخبرنا أحمد بن حازم بن أبي غرزة (٣) أخبرنا عبيد (٤) الله بن موسى وأبو نعيم عن سفيان الثوري ، عن سعد (٥) [بن إبراهيم عن عامر بن سعد](٦) عن سعد بن مالك (٧) قال :
جاءني النبيّ صلىاللهعليهوسلم يعودني فقلت : يا رسول الله أوصي بمالي كله ، قال : «لا» قلت : فالشطر ، قال : «لا» قلت : فالثلث ، قال : «الثلث والثلث كثير ، إنك إن تدع ورثتك أغنياء خير من أن تدعهم عالة يتكفّفون الناس بأيديهم».
[فقوله : «يتكفّفون الناس» ، أي : يسألون الناس الصدقة بأكفّهم](١).
وعن ابن أبي مليكة أن رجلا قال لعائشة رضي الله عنها : إني أريد أن أوصي ، قالت : كم مالك؟ قال : ثلاثة آلاف ، قالت : كم عيالك؟ قال : أربعة ، قالت : إنما قال الله : (إِنْ تَرَكَ خَيْراً) ، وإن هذا شيء يسير فاتركه لعيالك. وقال عليّ رضي الله عنه : لأن أوصي بالخمس أحب إليّ من أن أوصي بالربع ، ولأن أوصي بالربع أحب إليّ من أن أوصي بالثلث ، فمن أوصى بالثلث فلم يترك. وقال الحسن البصري رضي الله عنه : يوصي بالسدس أو الخمس أو الربع. وقال الشعبي : إنما كانوا يوصون بالخمس أو الربع. قوله تعالى : (حَقًّا) نصب على المصدر ، وقيل : على المفعول ، أي : جعل الوصية حقا ، (عَلَى الْمُتَّقِينَ) : المؤمنين.
(فَمَنْ بَدَّلَهُ بَعْدَ ما سَمِعَهُ فَإِنَّما إِثْمُهُ عَلَى الَّذِينَ يُبَدِّلُونَهُ إِنَّ اللهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (١٨١))
قوله تعالى : (فَمَنْ بَدَّلَهُ) ، أي : غيّر الوصية عن الأوصياء أو الأولياء أو الشهود ، (بَعْدَ ما سَمِعَهُ) ، أي : بعد ما سمع قول الموصي ، ولذلك ذكر الكناية مع كون الوصية مؤنثة ، قيل : الكناية راجعة إلى
__________________
[١٣٤] ـ إسناده على شرطهما ، سفيان هو ابن سعيد.
ـ وهو في «شرح السنة» ١٤٥٢ بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري ٢٧٤٢ و ٥٣٥٤ ومسلم ١٦٢٨ والنسائي (٦ / ٢٤٢) وعبد الرزاق ١٦٣٥٨ وأحمد (١ / ١٧٢ و ١٧٣) من طريق سفيان الثوري بهذا الإسناد.
ـ وأخرجه البخاري ٦٧٣٣ ومسلم ١٦٢٨ والترمذي ٢١١٦ والنسائي (٦ / ٢٤١ ـ ٢٤٢) وابن ماجه ٢٧٠٨ وأحمد (١ / ١٧٩) والحميدي ٦٦ وأبو يعلى ٧٤٧ وابن حبان ٤٢٤٩ والطحاوي في «المعاني» (٤ / ٣٧٩) وابن الجارود ٩٤٧ والبيهقي (٦ / ٢٦٨) و ٢٦٩ من طريق سفيان بن عيينة عن الزهري عن عامر بن سعد به.
(١) في الأصل «الحسين الخيري» والتصويب عن «ط» وعن «شرح السنة».
(٢) في الأصل «رحيم» والتصويب من «شرح السنة» و «سير أعلام النبلاء» (١٦ / ٣٦ ـ ٣٧)
(٣) وقع في الأصل «عروة» والتصويب عن «شرح السنة» وكتب التراجم.
(٤) في الأصل «عبد» والتصويب عن «شرح السنة» وكتب التراجم.
(٥) وقع في الأصل «سعيد» وهو تصحيف والتصويب من كتب التراجم.
(٦) وقع في الأصل «سعيد» وهو تصحيف.
(٧) هو سعد بن أبي وقاص.
__________________
(١) ما بين المعقوفتين ليس في المخطوط.