عنه ، وسها ، وتلك
الفترة منه بغير قصد منه ولا عمد.
والذين هبطوا ، قصدوا التخلف وتعمدوه ، وفطنوا لذلك منه ، فجعلوا ذلك
لهم صورة. وإنّما هو التزام بالحد الجليل السابق اسم الله الأعظم ، وحجابه الأقدم.
فلم يجب في العدل سقوطه ، بل عرضت عليه ولاية حده ، وسلب الإلهية للمبدع تعالى ،
فلم يصر ، ولم يستكبر ، ورجع إلى ما ألهم إليه.
وهم لم يلتزموا
بأي العقول ، بل وقع الإصرار ، الشاهد بذلك ، ما جاء عن النطقاء بغير قصد ولا عمد
، ورجوعهم وتوبتهم عمّا نهوا عنه. وإصرار التابعين لهم عن طاعة أسسهم ، بالمبدع
الأول مثل الناطق ، والمنبعث الأول مثل الأساس ، الذي تخلف عنه الصحابة الذين
أمروا بطاعته . وكذلك عالم الهيولى ، منهم من أسر في خاطره بحقيقة المبدع
ولم ينطق به ؛ وبعضهم جحده مثل من لم يسلم إلّا نفاقا. وهم الذين عصوه في أمره ،
الحذو بالحذو.
فالمسرون من ذلك
العالم بالإقرار بالمبدع الأول سرّا ما بين العزة واليقين ، فبقي عليهم بذلك بقية كانوا بها في أعلى مراتب الطبيعة
التي هي
__________________