واعلم هداك الله لأوضح المسالك ، ونجاك عن المهالك أن لكل رابع من الاتماء (١) قوّة وتأييدا ، واستطالة وتشديدا. ولكل سابع (٢) أعظم وأعلى وأقوم يقوم مقام النطق ؛ ونحن في دور سابع الأشهاد المتوجه نحوه ملاحم آبائه وأجداده ، والإشارات والرموز في أسانيدهم ، والبشارات الموصوفة بالبركات ، والنعم والخيرات ، بظهور العلوم والمعجزات ، وإشراق النور ، وينبوع الأنهار ، وازهرار الأشجار بالخضرة (٣) والنّور ، حتى تتصل أنواره بنور القائم عليهماالسلام على أتم تمام ، وأحسن نظام.
ولمّا تبلبلت الألسن بالكفر والنفاق ، والتمويه والشقاق ، بالطعن على الحدود (٤) ، والكفر بالمعبود ، عزم العبد الضعيف المسكين الحنيف ، المستميح من تأييد مولاه ومواده وسناه ، أن يجمع مجموعا بعون الله ومشيئته ونظره ورحمته ، وهو يتوسل إليه بحجبه النورانية ، وأسمائه (٥) الروحانية ، وصفاته النفسانية ، وبولي العصر والزمان ، ولي الفضل والإحسان ، أن يثبته على طاعته ومرضاته ، ويوفّقه للسداد في أغراضه ونيّاته ، ولا يؤاخذه في جميع ما جمع ، وإظهار ما شفع ، ويغفر له ، ويرحمه ، إنّه قادر على ذلك إن شاء الله. ويلفظ فيه من غرائب الحكم المكنونة ، ومعاني العلوم
__________________
(١) الأئمة الذين يتمون الأدوار الصغيرة والمتم هو السابع.
(٢) سابع : أي الإمام السابع في الأدوار الصغيرة. والدور الصغير هو الفترة التي تقع بين كل ناطق وناطق ويقوم فيها سبعة أئمة. والسابع قوته تكون معادلة لقوة الأئمة الستة الذين سبقوه في الدور نفسه بمجموعهم.
(٣) بالخضرة : بالحضر ط.
(٤) يعني بالطعن على الحدود الدينية وهم : الإمام ، الحجة ، الباب ، داعي الدعاة ، الخ ...
(٥) يقال إن لله تعالى تسعة وتسعين اسما وأعظمهم المبدع الأول ، الملك ، القدوس ، السلام ، ولهذه الأسماء مراتب واعداد.