وقد تمت الأبواب الثلاثة عشرة ، وقد بالغنا فيها بتلخيص ما أمكن من المعاني المصونة ، والحكم المكنونة ، بمختصر عن الكلام ، ووجيز من القول في التوحيد ومعرفة الحدود ، ومعرفة مراتبهم ومنازلهم ودرجاتهم وشرفهم وفضائلهم ، بلا غلو ولا تقصير ؛ وفي معرفة المعاد والارتقاء والصعود في الأبواب والدرج والمنازل ، ومعرفة البرازخ والمجامع ، وكيف الاتصال والانفصال وحقيقة الثواب والجنان بعون الله تعالى ومشيئته وتأييد ولي الأمر وصاحب العصر عليهالسلام. ولم يبق إلّا الكلام على العذاب وأبوابه ، وما هو مرموز به. إذ الخلق في علمه غير متفقين ، بل مفترقين ، وكل يأتي في ذلك قدر هواه ومبلغ علمه. ونحن لا نأتي في ذلك إلّا بقول أهل الحقيقة لينذر من الوقوع في المهالك (١) ، وبالله نستعين وعليه نتوكل ، وبه نستجير من غضبه ، ووجوب سخطه ، إنّه غفور رحيم.
__________________
(١) المهالك : الهلكات في ط.