من الإمامة إما ظاهر جلي وإما باطن خفي. فإذا غاب الإمام ووجد من حدود الدين : المأذون المحصور ، والمأذون المطلق ، والداعي المطلق ، فالإمام موجود بوجود هؤلاء الحدود الثلاثة. وإذا عدمت هذه الثلاثة عدم الإمام فذلك كذلك.
ففي عالم الروحاني (١) سبعة أملاك لإنشاء المواليد واثنا عشر ، وفي عالم الدين سبعة أملاك هم النطقاء السبعة والأوصياء السبعة ، والأتماء السبعة والاثنا عشر حجّة في كل جزيرة لكل قائم ، هذه تقابل تلك لإنشاء المواليد الروحانية ، وتلك مقابلة لهذه لإنشاء المواليد الطبيعية ، وكل عالم شاهد لممثوله بصحته ودوامه وبقائه ، فذلك كذلك ؛ فمن طلعت به همته ، وسمت به نيته في الاتصال بأفلاك الدين وسعى في الطلب ، وجد (٢) في التعب وحصل له الكمال الثاني كان من أهل عليين ومن ورثة جنة النعيم ، ومن شغلته الأمور الطبيعية واستلذ بالأمور الحسية لم يفارق عالم الهيولى على قدر استحقاقه.
قال سيدنا حميد الدين نضر الله وجهه ورزقنا شفاعته بمنه وكرمه إن شاء الله تعالى : ولما كانت النفس شرفها في نيل كمالها الثاني لما يرد على ذاتها عند التصور من الصور الإلهية التي هي الإحاطة بما سبق عليها في الوجود من أعيان العقول الإبداعية والانبعاثية لتصير في ذلك إلى الحد الذي تقوم به وبما تصورته عقلا كعين المتصور لا فرق ، إلى قوله : فليستبشر بإشراق جوهره وإنارة لبه ، ومصيره صورة واحدة قد شاعت فيها الفضائل فعلقتها تشبيها بها إلى المبادي الأبدية تشبيها فتصبح عند المفارقة عقلا محضا تسبح في فسحة لا تضيق وتطير مع الملائكة المقربين في أرض دار الإبداع عند استتمام وعد المتبوع للأتباع ، وتحصل في روضة ترتع في زهرها (٣) ، وجنة تتنعم في فنائها ،
__________________
(١) عالم الروحاني : سقطت في ط.
(٢) وجد : واحد في ط.
(٣) زهرها : نهرها في ج.