قائمة الکتاب

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

كنز الولد

249/342
*

وذلك أن للنفس الكلية صورة الصور كلها ، وإليها ترجع الأنفس الجزئيات التي هي من آثاراتها ، وإفاضاتها (١) على أجسادها البشرية ما صارت به جوهرا ، فكل جوهر منه في ذاته ، إذا رجع إلى عالم النفس يكون له صورة على حدته وجزئيته يشبه كلها النفس الكلي ، فآدم عليه‌السلام كان أحد الجزئيات التي ذكرناه وأولهم وأسّهم ، وأنّه كان كصورة النفس خلق حتى لا يتعداه شيء منها في جزئيته ؛ إلى قوله : والإنسانية التي ظهرت في دار الجسم هي الناطقة المتحدة بالنفس الحسية فتعود وهي الحسية روحانية في دار البقاء صورة واحدة يكون العلم لها روحا وهي تقطع عالم الأفلاك إلى عالم النفس إلى عالم العقل سدرة المنتهى وجنة المأوى. والإنسان ما شرف على غيره إلّا بما يختص به من العلم الذي هو الأثر من الباري سبحانه ، وكذلك يكون أبديا باقيا لأنّه متصل بمعرفة اليوم الموعود به ، والأجل المسمى لقوله تعالى : (اعْبُدُوا اللهَ وَارْجُوا الْيَوْمَ الْآخِرَ) (٢). فالنفس الحسية ممتزجة بالناطقة إذا قبلت منها واتبعتها حتى تصيرا شيئا واحدا حيا أبديا ، وروحها النفس العقلية. فإذا فارقت الصورة هذا الجسد لحقت بعالمها اللطيف ، واتصلت بالمشاكلة بالنفس ؛ والمشاكلة هي معرفة المبدع تعالى حده بلا تشبيه ولا تعطيل ، ثم معرفة المبدع ومعرفة هذا العالم وما ينتهي إليه.

وقال أيضا : فالنطقاء هم أجزاء النفس ، فأولهم آدم عليه‌السلام وهو جزء من النفس ، والثاني جزءان إلى أن ينتهي إلى (٣) السابع الذي يحوي تمام الأجزاء. فإذا انتهى السابع إلى مرتبته ودرجته ارتقاء النفس إلى العقل الذي هو نهاية الأشياء ، وهو سدرة المنتهى ، فيكون كلّا لما دونه ، ويقوم بابه مقام أول درجة النطقاء (عليه‌السلام) (٤) فيكون كون النفس قد تم وقام

__________________

(١) وافاضاتها : وأفاضلها في ط.

(٢) سورة : ٢٩ / ٣٦.

(٣) إلى : سقطت في ج.

(٤) ع. م : سقطت في ج.