هذه فصول أوضحت ما قد قدمنا ذكره من اجتماع الأنبياء والأوصياء والأئمة الذين كان كل واحد منهم مجمعا لصور كثيرة من أهل دعوته في الجنة الأولى الدانية. وكذلك انتقال المقامات إلى المجمع الأعلى الذي هو باب الحجاب الرتبة العاشرة كما بينه أنّه باب المنبعث الأول الذي هو حجاب المبدع الأول. وقال في آخر الفصل (من راحة (١) العقل) : فويل لنفس لم تعبد ، ولم تكتسب ، فإنها في عذاب ، وهو في الوقت الذي يروي أن كنوز الأرض تظهر في القيامة فتكون كل صورة في ذاتها ذات صورة بحسب الاكتساب على ما عليه حال الجسم في كل جزء منه من يد ورجل وإصبع ، وغير ذلك ذو صور ، وهي الحرف الذي يقال إن فيه صورة كل حيوان يوجد في الأرض. وهذا فصل بين فيه أن كل ناطق ووصي وإمام أجزاء ، وأن لكل منهم صورة ذات صورة.
وضرب لذلك مثلا باليد التي هي جزء وفيها من الصور ما هو معروف ؛ ومثل الرأس وغيره من أجزاء الجسم ، وإن كلّا منهم مجمع صور كثيرة من دوره في دعوته بحسب الاكتساب ، وهم الكنوز التي تظهر يوم القيامة ، وكل واحد حرف للذين يجتمعون فيه كمالا. وهو الحرف الذي يقال إن فيه صورة كل حيوان يوجد في الأرض ، والحيوان هم الحدود التي هي مجامع أيضا لأهل أدوارهم ، وهم أبواب الجنة. والحرف الجامع أيضا هو القائم سلام الله عليه الذي هو مجمع صورة كل حيوان من نبي ووصي وإمام ، ومن حدود ومؤمنين ، وقوله نضر الله وجهه : والذي يكون من جهة المبعوث المؤيد بروح القدس الذي هو صاحب الدور السابع عند اتصال القوى الملكوتية به ، المعرب (٢) عنه بالنفخ الثاني في القيامة ، وبتكامل الأدوار (٣) قياما منه بما عجز
__________________
(١) من راحة العقل : سقطت في ط.
(٢) المعرب : المغرب في ط.
(٣) الأدوار : سقطت في ط.