كالرأس ، والعالم بأسره كالجسد. وقد صورنا صورة ذلك ليقرب إلى أفهام الطالبين إن شاء الله تعالى. وهذه صورة العالم بأسره (١).
وهذا صورناه تقريبا للأفهام من جملة الأمثال (٢) المضروبة لهداية المعنى.
فالعقول (٣) المجردة التي هي حظيرة دار القدس خارجة عن المكان والزمان ، وهي لما دونها من الأفلاك الجرمانية وعالم الكون والفساد ، ولعالم الدين بأشعتها (٤) السارية ، وبركاتها الجارية ، وموادها الطارئة ، كالرأس جارية منها الأرواح ، والعالم الطبيعي محيط بعضه ببعض ، فالأفلاك الجرمانية تسعة أفلاك : فلك المحيط ، وفلك البروج ، وفلك زحل ، وفلك المشتري ، وفلك المرّيخ ، وفلك الشمس ، وفلك الزهرة ، وفلك عطارد ، وفلك القمر. وعالم الكون والفساد من الأمهات : معدن ، ونبات ، وحيوان. والزبدة من جميعها الإنسان ، ومن صفو الإنسان ممن خلص ونجا ورجع وسما خمسة أفلاك دينية محيط بعضها ببعض ، فاعل بعضها في بعض. الأول منها فلك الوحدة الذي هو وحيد الرتبة ، مركز النهاية الثانية ، من ناطق ، ووصي ، وإمام ، رتبة محفوظة ما دام الدوام ، ومتوليها من هؤلاء الحدود الثلاثة ، فريد المنزلة ، وحيد المرتبة لا يخالطه في فلكه (٥) أحد إلّا من نص عليه ، وخلفه من بعده. والثاني من الأفلاك ، فلك الأبواب. والثالث فلك الدعاة ، والرابع فلك المطلقين والخامس فلك المحصورين.
فالأمر على ما صورنا تقريبا ، والمعبر في الوسط للصاعد والهابط ، وللمادة السارية والتأييد من عالم الوحدة. ففلك الآحاد يماثل في العدد آحاد. وواحدها المقام صاحب الفلك العالي ، وفلك الدعاة يقابل الأعشار. وفلك
__________________
(١) سقطت الصورة من ج وط.
(٢) الأمثال : الآثار في ج وط.
(٣) فالعقول : فالأقوال في ج.
(٤) بأشعتها : بشعاعها في ج.
(٥) في فلكه : سقطت في ج وط.