لها المتحرك من ذاته بذاته ، بتأييد مولاه الذي هو الحجة (١) العظمى ، فلك الوحدة الانبعاثية. الانبعاث الثاني (٢) غاية رتب الدين ، ومعنى معاني الموحدين ، خلاصة النسب ، وحقيقة السبب ، النهاية الثانية ، والغاية العالية ، مغناطيس الأرواح الروحانية ، ومركز الأنوار الشعشعانية ، فصاحب هذه المرتبة قلم ، وفلك الأبواب لوح ، وفلك الأبواب قلم ، وفلك الدعاة لوح وفلك الدعاة قلم ، وفلك المطلقين لوح ، وفلك المطلقين قلم ، وفلك المحصورين لوح ، وفلك المحصورين قلم ، وأهل الإيمان والاستجابة لوح ؛ كما قال سيدنا حميد الدين قدس الله سره : فجعل السابقات منها في الوجود أسبابا ، والمتأخرات منها في نيل كمالاتها كتابا (٣).
وكذلك أيضا فإن أهل الإيمان نفس ، وفلك المحصورين عقل ، وفلك المطلقين غيب لأهل الإيمان. وفلك المحصورين نفس ، وفلك المطلقين «عقل ، وفلك الدعاة» (٤) للمحصورين غيب ، وفلك المطلقين نفس ، وفلك الدعاة عقل ، وفلك الأبواب للمطلقين غيب ، وفلك الدعاة نفس ، وفلك الأبواب عقل ، وفلك الحجة العظمى للدعاة غيب ، وفلك الأبواب نفس ، وفلك الحجة العظمى عقل بالفعل ، وما اتحد به غيب لا يدرك (٥).
__________________
(١) الحجة : العقل الخامس والفلك الخامس (المريخ) له رتبة الحكم فيما كان حقا أو باطلا ، ويستمد الفوائد من السابق له وهو الباب.
(٢) الانبعاث الثاني : وهو الموجود الثالث يقابله الفلك الثالث (زحل) وهو الإمام وله رتبة الأمر.
(٣) في كتابه راحة العقل المشرع السادس من السور الرابع.
(٤) عقل وفلك الدعاة : سقطت في ج وط.
(٥) من هنا يتبين لنا كيف جعل الإسماعيلية نظام الترتيب في الدعوة تابعا لنظام الوجود في الإبداع والانبعاث ، وعلى هذه الصورة أسسوا قوانين العبادة العلمية الباطنية بالتأويل الذي يجمع أشياء كثيرة بها تتصور الأنفس بالصورة الأبدية وتترقى من حد القوة إلى حد الفعل وهو الكمال والتمام. وجعلوا الحدود العلوية كلية للحدود السفلية وكذلك الحدود السفلية بالنسبة للحدود العلوية أجزاء تستمد منها كليتها. لا يدرك : سقطت في ط.