يَتَفَكَّرُونَ (١)». ولا عجب فهو (تَنْزِيلٌ مِنَ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ، كِتابٌ فُصِّلَتْ آياتُهُ قُرْآناً عَرَبِيًّا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ) (٢).
ومما أتحدث به من نعمة الله تبارك وتعالى ، وأشكره عليه ، أنه أسعدني حين شغلني بالقرآن ـ منذ صباي ـ في أكثر من ميدان ، فقد حفظت القرآن المجيد في قريتي «البجلات» بمحافظة الدقهلية في مصر ، وانا دون الثانية عشرة من عمري ، فقوّم لساني ، وشغل جناني ، ثم انتسبت الى الازهر الشريف لطلب العلم الديني ، فكان القرآن يغاديني ويراوحني فيما أدرس من علوم اسلامية وعربية ، ثم اشتغلت بالخطابة المنبرية ، فجعلت القرآن أول ينبوع للاستمداد والاسترشاد ، ثم كتبت فصولا في التفسير نشرتها في مجلات : «الاعتصام» و «الرابطة الاسلامية» وغيرهما من مجلات مصر ، وفي سنة ١٩٦٢ م أصدرت كتابي «قصة التفسير».
وفي سنة ١٩٦٥ م بدأت أقدم برنامج «مع كتاب الله» في التلفزيون المصري ، حيث قدمت عشرات وعشرات من الحلقات في التفسير ، وقد عرضت هذه الحلقات في أكثر من تلفزيون في الدول العربية ، ثم قدمت حلقات اخرى عن التفسير في الاذاعة المسموعة بمصر والكويت ، وقمت باعداد مسابقات عن القرآن لاذاعة الشعب بالقاهرة.
ونشرت حلقات من سلسلة «معاني مفردات القرآن» في مجلة «منبر الاسلام» بالقاهرة ، وكنت عضوا في لجنة التفسير بالمجلس الاعلى للشؤون الاسلامية ، وشاركت في كتابه «المنتخب في تفسير
__________________
(١) سورة الحشر ، الآية ٢١.
(٢) سورة فصلت ، الآيتان ٢ و ٣.