وخلاصة القول : ما جاء في نهج البلاغة من تقسيم المعاني وتصنيف المطالب هو إقتداء بكلام الله سبحانه وتعالى واقتفاء بكلام نبيّه الأكرم.
أمّا الشكّ الثامن : إنّ في النهج وصفاً دقيقاً للحيوانات كالطاووس ، فمتى رأى الإمام هذا الحيوان حتّى يصفه بتلك الدقّة المتناهية؟!
أقول :
إنّ اعتراض البعض ليس بوجيه ، ولا يخضع للمنطق والعقل ، إذ هل أنّ المعترض قد صاحب الإمام عليهالسلام في سفراته وغزواتها وهجرته حتّى ينكر عليه مشاهدته للطاووس وغيره من الحيوانات؟!
إنّ الإمام عليهالسلام هاجر إلى اليمن ، واشترك في كلّ المعارك والغزوات ، وتنقّل بين ربوع الحجاز والعراق والشام ، وكانت تصل إليه هدايا الملوك والأمراء ، فهل من الصعب أن يرى الإمام عليهالسلام الطاووس وغيره من الحيوانات التي قد لم تكن موفورة في مكّة أو المدينة؟
وقد يكون أنّ الإمام رأى الطاووس في البصرة والتي تعدّ ذلك اليوم مركز التجارة وحلقة وصل بين الهند وبلاد فارس وبلاد العرب ، وربّما شاهده عليهالسلام في المدائن عاصمة الأكاسرة فيما مضى ، فقد بقيت عامرة حتّى عصر الإمام وما بعده.
أمّا الشكّ التاسع : أنّهم قالوا : في بعض النهج يوجد سجع منمّق وصناعة لفظية ، لا تعرف لذلك العصر ، بل إنّما برز هذا اللون من الصناعة