بنفسه»(١).
وقال (صلى الله عليه وآله وسلم) : «أعطيت خمساً لم يعطهنّ أحدٌ قبلي ، كان كلّ نبيٍّ يبعث إلى قومه خاصّة وبُعثت إلى كلّ أحمر وأسود ، وأحلّت لي الغنائم ولم تحلّ لأحد قبلي ، وجُعلت لي الأرض مسجداً وطهورا فأيّما رجل من أمّتي أدركته الصلاة فليصلِّ حيث كان ، ونُصرت بالـرعب مسيرة شهر ، وأعطيت الشفاعة»(٢).
وعن أبي هريرة قال : قال الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) : «سبعة يظلّهم الله في ظلّه يوم لا ظلّ إلاّ ظلّه : إمام عادل ، وشابٌّ نشأ في عبادة الله ، ورجل قلبه معلّق بالمساجد ، ورجلان تحابّا في الله اجتمعا عليه وتفرّقا عليه ، ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال ، فقال : إنّي أخاف الله ، ورجل تصدّق بصدقة فأخفاها حتّى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه ، ورجل ذكر الله خالياً ففاضت عيناه»(٣).
والشواهد من أقوال النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) كثيرة جدّاً فما بال المعترض يعجب من التقسيم الوارد في كلام أمير المؤمنين عليهالسلام وهو ربيب رسول الله نشأ في حجره ونهل من معينه الزلال الصافي؟!
وغير ذلك من الشواهد فعن عبـد الرحمن بن عوف قال : «دخلت على أبي بكر الصديق في مرضه الذي توفّي فيه فأصابه مهتمّاً ، فقال لـه عبـد الرحمن في جملة كلام لـه : إنّك لا تأسى على شيء من الدنيا قال
__________________
(١) محمّـد (صلى الله عليه وآله وسلم) المثل الكامل : ٣٢٢.
(٢) رواه جابر وأخرجه البخاري. وفي تلخيص الحبير ٢ / ٣١٦ ، تنوير الحوالك : ٧٢٧ ، المبسوط ١٥ / ٣ ، حاشية ردّ المختار ١ / ٢٤٦.
(٣) رواه البخاري ومسلم ، المجموع ٤ / ١٩٥ و ٦ / ٢٣٨ ، إعانة الطالبين ٢ / ٢٣٧ ، فقه السنّة ١ / ٤١٢ ، والمجازات النبوية : ٤١٢.