وهكذا تجد أغلب هذه الأنباء في صحيح البخاري(١).
أمّا الشكّ الخامس : فإنّ المعترض يعجب من كلمة وصيّ والوصاية التي وردت في بعض كلامهِ عليهالسلام(٢).
أقول :
والردّ على الگيلاني صاحب هذا الاعتراض من وجوه :
أوّلاً : إنّ حديث الدار يكفي ويغني عن كلّ جواب ، قال النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) لمّا جمع عمومته وزعماء قريش وهم يومئذ أربعون رجلاً : «فأيّكم يؤازرني على أمري هذا على أن يكون أخي ووصيّي وخليفتي فيكم؟ فأحجم القوم ، ولم يجبه أحد إلاّ الإمام عليّ عليهالسلام فقال مخاطباً للجمع : «إنّ هذا أخي ووصيّي وخليفتي فيكم من بعدي فاسمعوا له وأطيعوا»(٣).
أقول :
وهناك أحاديث كثيرة صدرت عنه (صلى الله عليه وآله وسلم) وردت فيها كلمة الوصيّ وقد أراد بها (صلى الله عليه وآله وسلم) ما عقده للإمام عليّ في كونه وصيّاً على الأمة من بعده.
ثانياً : ما ردّده الشعراء وما جرى على ألسِنة الناس :
قال جرير بن عبـد الله البجلي(٤) :
__________________
(١) صحيح البخاري ٩ / ٣٩ ـ ٤٧.
(٢) المعترض هو الجيلاني في كتابه أثر التشيع في الأدب العربي : ٦٦.
(٣) رواه أهل الصحاح والسنن ، فراجع على سبيل المثال مسند أحمد بن حنبل ١/١١١ و ١٥٩ وللتفصيل انظر المراجعات لشرف الدين : ١١٨ ، المراجعة ٢٠.
(٤) وقعة صفّين لابن مزاحم المنقري : ١٣٧.