النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم)»(١).
وفي تهذيب التهذيب روى ابن حجر بسنده عن الآجري قال : «قال عمرو بن ثابت لمّا مات النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) كفر النّاس إلاّ خمسة ..»(٢).
أقول :
وممّا يؤيّد ما سبق الآيات الواردة في بعضهم ؛ إذ فيهم الذين (ابْتَغَوُا الْفِتْنَةَ)(٣) ، ومنهم (مَّن يَقُولُ ائْذَن لِّي وَلاَ تَفْتِنِّي)(٤) ، ومنهم مَن لمز النبيّ (فِي الصَّدَقَاتِ)(٥) ، ومنهم مَن آذاه وقالوا (هُوَ أُذُنٌ)(٦) ، ومنهم من كان في قلبه مرض ، ومنهم الذين اعتذروا في غزوة تبوك وكانوا بضعة وثمانين رجلا وحلفوا للنبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) فقبل منهم لكن نزلت فيهم آيات تكذّبهم : قوله تعالى : (سَيَحْلِفُونَ بِاللهِ لَكُمْ إذَا انقَلَبْتُمْ إلَيْهِمْ لِتُعْرِضُوا عَنْهُمْ فَأَعْرِضُوا عَنْهُمْ إنَّهُمْ رِجْسٌ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ جَزَاءَ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ * يَحْلِفُونَ لَكُمْ لِتَرْضَوْا عَنْهُمْ فَإن تَرْضَوْا عَنْهُمْ فَإنَّ اللهَ لاَيَرْضَى عَنِ الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ)(٧) وفي هذه الغزوة أقدم أربعة عشر منافقاً على الفتك برسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في ظلمات الليل عند عقبة هناك ، ولمّا انصرف النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) من هذه الغزوة إلى المدينة كان في الطريق ماء يخرج من وشل بوادي المشقّق. فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) : من سبق إلى ذلك الماء
__________________
(١) الطبقات الكبرى ٨ / ٧٤ ، ثمّ أنظر كتاب وضوء النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) ١ / ٢٤٤.
(٢) تهذيب التهذيب ٨ / ١٥.
(٣) سورة التوبة ٩ : ٤٨.
(٤) سورة التوبة ٩ : ٤٩.
(٥) سورة التوبة ٩ : ٥٨.
(٦) سورة التوبة ٩ : ٦١.
(٧) سورة التوبة ٩ : ٩٥ ـ ٩٦.