النَّعِيمِ)(١) ، وكما مدحهم القرآن فقال سبحانه : (أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنَ الله وَرِضْوَاناً)(٢) ولم يحدثوا بعد رسول الله حدثاً.
والصنف الثاني : تخاذل عن الحقّ ولم ينصر الباطل ، وقد ذمّهم القرآن الكريم إلاّ أنّهم لم يحدثوا شيئاً من بعده (صلى الله عليه وآله وسلم). فهؤلاء أقلّ شأناً ممّن سبقهم وعلى الله حسابهم.
الصنف الثالث : الذين غيّروا وبدّلوا وحرّفوا كلام الله وأحدثوا من بعد الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) ، روى البخاري في صحيحه عن ابن مسعود قال : «قال النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) : أنا فرطكم على الحوض ليرفعنّ إليّ رجال منكم حتّى إذا أهويت لأناولهم اختلجوا دوني. فأقول : ربّي أصحابي.
فيقال : لا تدري ما أحدثوا بعدك»(٣) وروى مثله البخاري عن سهل بن سعد وزاد عليه : «فأقول : سحقاً سحقاً لمن بدّل بعدي»(٤).
ورواه أحمد بن حنبل في مسنده(٥).
ورواه المتّقي الهندي في كنز العمّال(٦) عن ابن مسعود وعن سمرة.
ورواه مسلم في صحيحه في كتاب الطهارة في الوضوء عن
__________________
(١) سورة الواقعة ٥٦ : ١٠ ـ ١٢.
(٢) سورة الفتح ٤٨ : ٢٩.
(٣) صحيح البخاري ٦ / ١٠٨ و ٨ / ١٢٠ ، صحيح مسلم ٤ / ١٧٩٣ ، الاصابة ٣ / ٨٤ القسم ١ ، تهذيب التهذيب ٨ / ٥١ ، كنز العمال ٧ / ٢٢٤ ، الاقتصاد الهادي إلى طريق الرشاد : ٢١٢ ، مجمع الفائدة ٢ / ٤٢٩ ، كتاب الفضائل : حديث ٢٦.
(٤) صحيح مسلم ٤ / ١٧٩٣.
(٥) مسند أحمد بن حنبل ١ / ٣٨٤ و ٤٠٢ و ٤٠٦ و ٤٠٧ و ٤٥٣ و ٤٥٥ و ٢ / ٢٨١ و ٥ / ٤٨ و ٥٠ و ٣٩٣.
(٦) كنز العمّال ٧ / ٢٢٤ و ٢٢٥ ، ٦ / ٤٢٤.