قال سلمان : فتعجبّنا من ذلك ، فقال عليهالسلام : «من أيّ شيء(١)تعجبون؟ وما العجب من مثلي ، أنا أُريكم اليوم ما لم تروه أبداً».
فقال الحسن عليهالسلام : «أُريد أن تريني يأجوج ومأجوج والسدّ الذي بيننا وبينهم» ، فسارت الريح تحت السحاب(٢) فسمعنا لها دويّاً كدويّ الرعد ، وعلت في الهواء وأمير المؤمنين يقدمنا حتّى انتهينا إلى جبل شامخ في العلوّ ، وإذا شجرة جافّة قد تساقطت أوراقها وجفّت أغصانها.
فقال الحسن عليهالسلام : «ما بال هذه الشجرة قد يبست؟ فقال عليهالسلام : سلها فإنّها تجيبك ، فقال الحسن عليهالسلام : أيّتها الشجرة ما لك قد حدث بك ما نراه من الجفاف؟» فلم تجبه ، فقال أمير المؤمنين عليهالسلام : «بحقي عليك(٣) إلاّ ما أجبته».
قال الراوي : والله لقد سمعتها تقول : لبّيك لبّيك يا وصيّ رسول الله وخليفته ، ثمّ قالت : يا أبا محمّـد(٤) : إنّ أمير المؤمنين كان يجيئني في كلّ ليلة وقت السحر ويصلّي عندي ركعتين ويُكثر من التسبيح ، فإذا فرغ من دعائه جاءته غمامة بيضاء ينفح منها رائحة(٥) المسك ، وعليها كرسيّ فيجلس عليه فتسير به ، وكنت أعيش بمجلسه وبركته(٦) ، فانقطع عنّي منذ أربعين يوماً فهذا سبب ما تراه منّي.
فقام أمير المؤمنين عليهالسلام وصلّى ركعتين ومسح بكفّه عليها فاخضرّت
__________________
(١) (شيء) أثبتناه من المصادر.
(٢) في المحتضر : فسارت السحابة فوق الريح.
(٣) (بحقي عليك) أثبتناه من المحتضر والبحار.
(٤) (يا أبا محمّـد) أثبتناه من المحتضر والبحار.
(٥) في المحتضر والبحار : ريح.
(٦) في المحتضر والبحار : وكنت أعيش ببركته.