وأيضاً من ذلك ما رواه ابن شهرآشوب في مناقبه : عن رجاله أنّ عليّاً عليهالسلام قال : «إنّي كنت من رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) كالعضد من المنكب ، وكالذراع من العضد ، وكالكفّ من الذراع ، ربّاني صغيراً ، وآخاني كبيراً ، ولقد كان لي منه مجلس سرّ ، لا يطّلع عليه أحد إلاّ الله.
أوصى إليَّ دون أصحابه وأهل بيته ، وإنّي سألته مرّة أن يدعو لي بالمغفرة ، فقال (صلى الله عليه وآله وسلم) : أفعل ذلك لأجلك(١) يا عليّ ، فقام (صلى الله عليه وآله وسلم) وصلّى صلاة ، فلمّا فرغ من صلاته رفع يديه بالدعاء فسمعته يقول : اللّهمّ إنّي أسألك بحقّ عليّ عبدك(٢) أن تغفر لعليّ(٣).
فقلت : يا رسول الله ، ما هذا؟ فقال (صلى الله عليه وآله وسلم) : يا عليّ أوأجد أكرم(٤)منك على الله فأستشفع به إليه؟»(٥).
فإذا علم من دعاء النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) أنّه أفضل وأكرم على الله من الأنبياء ، حيث ما دعا له بهم ودعا له به(٦).
وأيضاً من ذلك ما روي عن ابن مسعود ، أنّه قال : قلت للنبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) : أرني الحق(٧) ، فقال (صلى الله عليه وآله وسلم) : «ألج المخدع» ، فلمّا دخلت رأيت عليّ بن أبي طالب عليهالسلام ساجداً وهو يقول في سجوده : «اللّهمّ إنّي
__________________
(١) (لأجلك) لم يرد في «م».
(٢) في المصدر : عندك.
(٣) في «ط» : أن تغفر لي ولعليّ.
(٤) في «ط» : يا عليّ هل يوجد أحد أكرم.
(٥) لم أعثر عليه في المناقب ، بل وجدته في شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ٢٠ : ٣١٥/٦٢٥ ، وعنه الشيرازي في الأربعين : ٥٩ ، والتستري في إحقاق الحق ٧ : ٨٧.
(٦) في «ق» : ما دعا له به. بدل من : حيث ما دعا له بهم ودعا له به.
(٧) في التأويل زيادة : انظر إليه عياناً ، وفي الفضائل : لأتّصل إليه ، وفي المدينة عن المناقب الفاخرة : حتّى اتّبعه.