المطلب الثامن
ومن ذلك ما ذكره الشيخ أبو جعفر الطوسي رحمهالله في كتابه(١) «مصباح الأنوار في مناقب الأئمّة الأطهار» : بإسناده فقال(٢) : إنّ سلمان الفارسي والمقداد بن الأسود الكندي(٣) وأبو ذرّ الغفاري وجماعة من أصحاب النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) دخلوا عليه والحزن(٤) ظاهر في وجوههم ، فجثوا بين يدي رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فقالوا : نفديك بالآباء والأُمّهات إنّا نسمع في عليّ(٥)كلاماً قد أحزننا ، وإنّا نستأذنك في الردّ عليهم ، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) : «وما عساهم أن يقولوا في أخي وابن عمّي عليّ بن أبي طالب عليهالسلام؟» ، فقالوا : يا رسول الله ، إنّهم يقولون : وأيُّ فضيلة لعليّ بن أبي طالب في سبقه للإسلام(٦) ، وإنّما أدركه وهو طفل صغير. ونحن نحزن(٧) من هذا الكلام والنكث(٨).
فقال لهم النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) : «هذا الذي يحزنكم؟» ، فقالوا : نعم يا رسول الله نفديك بآبائنا وأُمّهاتنا ، فقال لهم النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم)(٩) : «هل علمتم
__________________
(١) في «ق ، م» : في كتاب.
(٢) (بإسناده فقال) لم يرد في «ق ، م».
(٣) (الكندي) لم يرد في «ق ، م».
(٤) في «ط» زيادة : والكآبة.
(٥) في «ط» : في مولانا أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب صلوات الله وسلامه عليه. بدل من : في عليّ.
(٦) في «ط» : سبق الإسلام. وفي «ق» : سبق إلى الإسلام.
(٧) (نحزن) أثبتناه من «م».
(٨) النكث : نكث العهد وهو نقضه بعد إحكامه. تهذيب اللُّغة ١٠ : ١٨١ ـ نكث.
(٩) من قوله : (هذا الذي يحزنكم) إلى هنا لم يرد في «ق ، م».