لُـعن(١) وخـاب»(٢).
وقد تكلّم السيّد المرتضى علم الهدى في هذا المعنى ، فقال : إذا كان الله تعالى عالماً(٣) بأنّ اللطف في تكليف الأُمم بنبوّة نبيّنا وإمامة أئمتنا عليهمالسلام ، فقد صحّ القول على ذلك ، بأنّه لولاهم ما خلق الله تعالى الخلق ، ولا كلّف ولا أثاب ولا عاقب ؛ لأنّ كونهم ألطافاً في التكليف لا ينوب غيرهم منابهم(٤).
ومن ذلك ما ذكره الشيخ أبو جعفر الطوسي في «مصباح الأنوار» : عن أنس بن مالك ، قال : صلّى بنا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في بعض الأيام صلاة الفجر ، ثمّ أقبل علينا بوجهه الكريم ، فقلت : يا رسول الله ، إن رأيت أن تفسّر لنا قول الله تعالى : (أُولئِكَ مَعَ الَّذِيْنَ أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِم مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولئِكَ رَفِيقاً)(٥).
فقال (صلى الله عليه وآله وسلم) : «أمّا النبيّون : فأنا ، وأمّا الصدِّيقون : فأخي عليّ بن أبي طالب عليهالسلام ، وأمّا الشهداء : فعمّي حمزة ، وأمّا الصالحون : فابنتي فاطمة وأولادها الحسن والحسين».
قال : وكان العبّاس حاضراً ، فوثب وجلس بين يدي
__________________
(١) في «م» : كفر.
(٢) المناقب للخوارزمي : ٣١٨/٣٢٠ ، عن عبـد الله بن مسعود ، وعنه العلاّمة الحلّي في كشف اليقين : ٧ ـ ٨ ، الشيرازي في الأربعين : ٧٤ ، وأورده ابن شاذان في مائة منقبة : ١٠٩/٥ ، الطبري في بشارة المصطفى : ١١٦/٥٧ ، الراوندي في قصص الأنبياء : ٥٢/ ٢٧ ، عن ابن عبّاس باختلاف يسير.
(٣) في «م» : عليماً.
(٤) انظر الشافي في الإمامة ١ : ٥٤ وما بعدها.
(٥) سورة النساء ٤ : ٦٩.