مِنْ قَبْلِكَ مِن رُسُلِنَـا)(١) على ما بعثـوا؟ فقـال : إنّ النبـيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) ليلة أُسـري به جمـع الله بينه وبيـن الأنبيـاء ، ثمّ قـال له : «سلهـم يـا محمّـد علـى مـاذا بُعثتـم؟ فسألـهم(٢) ، فقالـوا : بُعثنـا على شهـادة أن لا إلـه إلاّ الله ، والإقـرار بنبوّتـك ، وعلـى الولايـة لعليّ بن أبـي طالب»(٣).
هذا الخبر ما ذكره(٤) ابن عبد البرّ في كتاب الاستيعاب.
قال أبو جعفـر الطوسـي : انظـر الآن أيُّها المستبصـر لنفسـك فـي فوزهـا وسعادتهـا ، وقربهـا إلـى ربّهـا عزّ وجـلّ ، كيف افتـرض الله علـى الأنبيـاء آدم ومـن دونـه(٥) ، مـن الإقـرار بولايـة أميـر المؤمنيـن عليهالسلاموجليـل قـدره ، وما خصّـه الله تعالـى مـن الكرامـة والتعظيـم ، إذ قـرن ولايتـه والإقـرار بهـا بنبـوّة الرسـول (صلى الله عليه وآله وسلم) ووحدانيتـه جـلّ وعـلا ، ومـن افتـرض الله تعالـى الإقـرار بولايتـه علـى الأنبيـاء آدم ومـن دونـه ،
__________________
(١) سورة الزخرف ٤٣ : ٤٥.
(٢) في «ق» : على ما بُعثتم إذ بُعثتم. وفي «م» : على ما بُعثتم.
(٣) أورده الحسكاني في شواهد التنزيل : ٢ : ١٥٧/٨٥٧ ، عن ابن مسعود ، باختلاف يسير ، ابن البطريق في العمدة ٣٥٢/٦٨٠ ، وخصائص الوحي المبين : ١٧٠/١٢١ ، عن أبي نعيم في كتابه الذي استخرجه من كتاب الاستيعاب ، ابن طاووس في الطرائف ١ : ١٤٥/١٤٧ ، عن أبي نعيم ، وكذلك ابن جبر في نهج الإيمان : ٥٠٥ ـ ٥٠٦ ، وشرف الدين الاسترآبادي في تأويل الآيات ٢ : ٥٦٢/٢٨ ، عن أبي نعيم ، الشيرازي في الأربعين : ٤٢ ، عن تفسير الثعلبي ، وباختصار في الفردوس للديلمي ٥ : ٤١٤/٨٥٩٢.
وأورده دون الشهادة الأُولى ابن شاذان في مائة منقبة : ١٤٣/٨٣ ، عن ابن عبّاس ، الخوارزمي في المناقب : ٣١٢/٣١٢ ، عن ابن مسعود ، الإربلي في كشف الغمّة ١ : ٥٤٦.
(٤) في «م» : ممّا ذكره.
(٥) في «م» : ومن ذرّيّته.