تعالى : (وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ)(١).
بإسناده إلى أنس بن مالك ، قال : سألت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) عن قوله تعالى : (وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ) ، قال : «إنّ الله تعالى خلق آدم عليهالسلام من طين حيث شاء ، ثم قال : (وَيَخْتَارُ) إنّ الله تعالى اختارني وأهل بيتي على جميع الخلق فانتخبنا(٢) ، وجعلني الرسول ، وجعل عليّ بن أبي طالب الوصيّ ، ثمّ قال : (مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ) يعني : ما جعلت للعباد أن يختاروا ، ولكن أختار من أشاء ، فأنا وأهل بيتي صفوة الله وخيرته من خلقه».
ثمّ قال : (سُبْحَانَ اللهِ وَتَعالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ) [الله منزّه عمّا يشركون] (٣) به كفّار مكّة(٤) ، ثمّ قال : (وَرَبُّكَ ـ يعني يا محمّـد ـ يَعْلَمُ مَا تُكِنُّ صُدُورُهُم ـ من بغض المنافقين لك ولأهل بيتك ـ وَمَا يُعْلِنُونَ)(٥)[من الحبّ لك ولأهل بيتك] (٦)»(٧).
وأيضـاً من ذلك ما ذكـره أبو نعيـم في كتابه الذي استخرجـه من كتـاب «الاستيعـاب»(٨) في تفسيـر قوله تعالـى : (وَاسْـأَلْ مَنْ أَرْسَلْنَـا
__________________
(١) سورة القصص ٢٨ : ٦٨.
(٢) في «م» : فانتجبنا.
(٣) ما بين المعقوفتين أثبتناه من الطرائف والبحار.
(٤) في «ق» : كفّار أهل مكّة.
(٥) سورة القصص ٢٨ : ٦٩.
(٦) ما بين المعقوفتين أثبتناه من الطرائف والبحار.
(٧) نقله ابن طاووس عن محمّـد بن مؤمن في الطرائف ١ : ١٤٠/١٣٦ ، وعنه في البحار ٣٦ : ١٦٧ الشيرازي في الأربعين : ٤٠ ، ابن شهرآشوب في المناقب ١ : ٣١٦ ، وأورد صدره القاضي المغربي في شرح الأخبار ٢ : ٥٧٣/٧٠٣.
(٨) (الاستيعاب) لم يرد في «م».