حدب وصوب ومن ثمّ وفاته عام (٤٦٠ هـ) وقيام بعض تلامذته الأعلام ومنهم ولده الأفضل الأكمل أبو علي الحسن بن محمّـد بن الحسن الطوسي الملقّب بالمفيد مقام والده شيخ الطائفة قدسسره. وتلمّذ العديد من أساطين العلماء على يديه ممّن أصبحوا فيما بعد مشايخ الإجازة والرواية لعلماء الإسلام وبما فيهم علماء الحلّة الفيحاء ، كأمثال الشيخ الفقيه الياس بن هشام الحائري تلميذ أبي علي الطوسي ومن مشايخ الفقيه الفاضل الشيخ عربي بن مسافر العبادي الحلّي ، وكذلك الشيخ يحيى بن بطريق الأسدي الحلّي الذي يروي عن الشيخ الفقيه عماد الدين أبي جعفر محمّـد بن أبي القاسم علي الطبري الآملي الكجي صاحب كتاب بشارة المصطفى الذي يروي هو بدوره عن الشيخ العالم أبي علي الحسن بن محمّـد الطوسي ، وكذلك الشيخ أبو عبـد الله الحسين بن أحمد بن طحال تلميذ الشيخ أبي علي الطوسي وفي نفس الوقت هو من مشايخ الشيخ الفقيه أبي البقاء هبة الله بن نما الحلّي ، وغيرهم كثير ، وهي دلائل واضحة على حصول التلاقح العلمي والتبادل الفكري بينهم ، إضافة إلى الإجازات العلمية الممنوحة من قبل أولئك العلماء لبعض طلبتهم والمدوّنة في كتبهم ورسائلهم.
وبالإضافة لما سبق من أنّ مدينة النجف الأشرف كانت تشكّل الرصيد الأكبر للتلاقح العلمي بينها وبين الحلّة إلاّ أنّ ذلك لا يمنع من وجود روابط علمية أخرى مع بعض المدن كمدينة بغداد عاصمة الخلافة العبّاسية وغيرها ممّن ساهمت في تطوّر وازدهار الحركة العلمية والأدبية في مدينة الحلّة وبلوغها مركز الصدارة والزعامة الدينية لفترة طويلة ، وقد تمّ ذلك من خلال حصول التلاقح العلمي بينها كمركز إشعاع فكري متميّز وبين مدن العالم الإسلامي الاُخرى ، ولتوضيح هذا التلاقح ونتائجه نذكر بعض هذه المدن