تطوّرها في الحلّة ، وقد تميّزت هذه الأسرة بإنجابها للعديد من العلماء الفقهاء ورجال الفكر والأدب ، وقد تقلَّد عدداً منهم الزعامة الدينية والروحية للمذهب الإمامي في عصرهم ، ويرجع نسب هذا البيت الجليل إلى جدِّهم الفقيه الفاضل الرئيس أبو البقاء هبة الله بن نما بن علي بن حمدون الربعي ، ومن مشاهير علمائهم رئيس الطائفة في وقته الشيخ نجيب الدين محمّـد بن جعفر بن هبة الله بن نما ، وكذلك ولده الشيخ نجم الدين جعفر بن محمّـد بن نما صاحب كتاب مثير الأحزان ، وغيرهم.
قال السيّد محمّـد صادق بحر العلوم في تعليقته على لؤلؤة البحرين(١) : «اشتهر آل نما الربعي بالفضل والأدب والزعامة العلمية في الحلّة وخدموا العلم أيّاماً طوالاً ، نبغ منهم أفراد لا يستهان بهم ، وتخرّج عليهم الكثير من العلماء الأفاضل خدموا العلم والأدب ، وكان عصر جدّهم (نما) عصر الشيخ أبي علي ابن الشيخ الطوسي رحمهالله كما ذكره صاحب روضات الجنّات. ونما مثلّث النون ومخفّف الميم بعدها الألف ، وهو ابن علي بن حمدون الربعي الأسدي».
١٤ ـ آل وشاح :
وهي أسرة أسدية النسب سكنت الحلّة السيفية وضمَّت عدداً من العلماء الأخيار والأدباء المرموقين الكبار ، من أشهر رموزها العلمية والأدبية الفقيه العالم والأديب الشاعر الشيخ شمس الملّة والدين محفوظ بن وشاح بن محمّـد الحلّي الذي كان من كبار تلامذة المحقّق الحلّي صاحب الشرائع والذي كانت تربطه به علاقة أخوية حميمة ، ونشأت من نسل هذا
__________________
(١) لؤلؤة البحرين: ٢٧٢ الهامش.