وقد
أكثرت في قتلة عثمان ، فادخل فيما دخل فيه النّاس ، ثمّ حاكم القوم إليّ ـ يعني
الذين قتلوا عثمان ، أحملك وإيّاهم على كتاب الله ، فأمّا تلك الّتي تريدها فخدعة
الصّبيّ عن اللّبن. ولعمري لئن نظرت بعقلك دون هواك لتجدنّي أبرأ قريش من دم عثمان
، وقد أرسلت إليك جرير بن عبد الله البجليّ ، وهو من أهل الإيمان والهجرة ، فبايع
، ولا قوّة إلاّ بالله » .
وأعرب الإمام
الممتحن في رسالته عن شمول بيعته التي لم يظفر بمثلها أحد من الذين سبقوه ، فقد
بايعه الأنصار والمهاجرون ، وبايعته الأقطار الإسلامية ، وبايعه طلحة والزبير إلاّ
انهما نكثا بيعته لغير سبب إسلامي ، فقد دفعتهما الأطماع والحسد للإمام إلى ذلك.
وقد دعا الإمام عليهالسلام معاوية إلى
الدخول فيما دخل فيه المسلمون وأن لا يخلع يد الطاعة ، ويفارق الجماعة الإسلامية
كما أعرب الإمام عن براءته من دم عثمان الذي اتّخذه معاوية وسيلة لإعلان التمرّد ،
والخروج عن طاعة الإمام ، وأعلن الإمام أنّ معاوية لا يصلح للخلافة ولا لأي منصب
من مناصب الدولة لأنه من الطلقاء الذين ناجزوا الرسول الأعظم صلىاللهعليهوآله .
ولم يستجب معاوية
لنداء الحق ، وراح في غيه مناجزا للإمام ، ومعلنا للتمرّد على حكومته ، فردّ جرير
البجلي ، وحمّله رسالة الحرب للإمام.
احتجاجه على معاوية :
من أروع ما احتجّ به الإمام عليهالسلام على معاوية هذا الاحتجاج الذي كان
جوابا
__________________