لينتزع حقه منهم فصبر على ما في الصبر من قذى في العين ، وشجى في الحلق.
٢ ـ قال عليهالسلام :
« اللهمّ إنّي استعديك على قريش ، فإنّهم أضمروا لرسولك صلىاللهعليهوآله ضروبا من الشّرّ والغدر فعجزوا عنها وحلت بينهم وبينها ، فكانت الوجبة بي والدّائرة عليّ.
اللهمّ احفظ حسنا وحسينا ، ولا تمكّن فجرة قريش منهما ما دمت حيّا ، فإذا توفّيتني فأنت الرّقيب عليهم ، وأنت على كلّ شيء شهيد » (١).
حكت هذه الكلمات ما يلي :
أولا : عداء القرشيين للرسول صلىاللهعليهوآله ، وما أضمروه له من ضروب الشر والغدر إلاّ أنّ الله تعالى حال بينهم وبين ما دبروا وأضمروا للنبي صلىاللهعليهوآله من سوء ومكر فقد نصر نبيّه وأعزّ دينه.
ثانيا : أنّ دائرة القرشيين كانت على الإمام بعد وفاة النبي صلىاللهعليهوآله ، فقد استوفوا منه ديونهم التي كانت لهم على النبي صلىاللهعليهوآله ، وشفوا غيظ صدورهم منه فسلبوه حقه ، وانتزعوا منه ولايته على المسلمين التي عقدها النبي له في غدير خم.
ثالثا : فإنّه أبدى مخاوفه على سبطي الرحمة وامامي الهدى الحسن والحسين من القرشيين الذين كانوا يبغون الغوائل لذرية الرسول صلىاللهعليهوآله ، وقد تحقق ما كان يتخوف عليهما الإمام عليهالسلام فالسبط الأوّل الإمام ريحانة رسول الله صلىاللهعليهوآله ، تجرّع أقسى الآلام من طاغية زمانه معاوية بن أبي سفيان فقد بالغ الطاغية في ظلم الإمام والاعتداء عليه ، وأخيرا دسّ إليه السم فقتله ، وأمّا أخوه الإمام الحسين عليهالسلام
__________________
(١) شرح نهج البلاغة ـ ابن أبي الحديد ٢٠ : ٢٩٨.