صدقت.
كم مقدار ما لبث عرشه على الماء من قبل أن يخلق الأرض والسماء؟
« أتحسن أن تحسب؟ ».
نعم.
« لعلّك لا تحسن أن تحسب ».
بلى ، إني أحسن أن أحسب.
« أرأيت إن صبّ خردل في الأرض حتّى يسدّ الهواء ، وما بين الأرض والسّماء ، ثمّ اذن لك على ضعفك أن تنقله حبّة حبّة من مقدار المشرق إلى المغرب ، ومدّ في عمرك ، واعطيت القوّة على ذلك ، حتّى نقلته وأحصيته لكان ذلك أيسر من إحصاء عدد أعوام ما لبث عرشه على الماء من قبل أن يخلق الله الأرض والسّماء ، وإنّما وصفت لك عشر عشر العشير من جزء من مائة ألف جزء ، وأستغفر الله من التّقليل والتّحديد ».
فبهر الرجل وراح يقول :
فأنت أصل العلم
هادي الهدى |
|
تجلو من الشّكّ
الغياهيبا |
حزت أقاصي كلّ
علم فما |
|
تبصر إن غولبت
مغلوبا |
لا تنثني عن كلّ
اشكولة |
|
تبدي إذا حلّت
أعاجيبا |
لله درّ العلم
من صاحب |
|
يطلب إنسانا
ومطلوبا (١) |
__________________
(١) بحار الأنوار ١٠ : ١٢٦ ـ ١٢٨.