مع ابن الكوّاء
أمّا ابن الكوّاء ،
فهو خبيث دنس قد اترعت نفسه بالزندقة والمروق من الدين ، وكان من سعة حلم الإمام عليهالسلام وعظيم أخلاقه أن فسح المجال لهذا الوضر
الخبيث بالتطاول عليه ، ولم يتّخذ معه الإجراءات الصارمة فيعتقله أو ينفيه ، وقد
آل أمر هذا الخبيث أن صار من عيون الخوارج ، فكان يجابه الإمام بالكلمات القاسية
فيقول له : ( لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ ) .
فيجيبه الإمام الممتحن بقوله تعالى :
( فَاصْبِرْ إِنَّ
وَعْدَ اللهِ حَقٌّ وَلا يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لا يُوقِنُونَ ) .
وعلى أي حال فقد جرت بين الإمام وابن
الكوّاء عدّة مناظرات لم يكن غرض ابن الكوّاء الوقوف على الواقع والتعرّف على
الحقّ ، وإنّما غرضه امتحان الإمام وازعاجه ، ومن بين تلك المناظرات ما يلي :
ابن
الكوّاء : أخبرني عن بصير بالليل وبصير بالنهار؟
وعن أعمى بالليل وأعمى بالنهار.
وعن أعمى بالليل بصير بالنهار.
__________________