وبقوله
: ( وَما مُحَمَّدٌ
إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ ماتَ أَوْ قُتِلَ
انْقَلَبْتُمْ عَلى أَعْقابِكُمْ )
.
ومثل
قوله : ( لَتَرْكَبُنَّ
طَبَقاً عَنْ طَبَقٍ )
، أي لتسلكنّ سبيل من
كان قبلكم من الامم في الغدر بالأوصياء بعد الأنبياء.
وهذا
كثير في كتاب الله عزّ وجلّ ، وقد شقّ على النّبيّ ما يؤول إليه عاقبة أمرهم ،
واطلاع الله إيّاه على بوارهم فأوحى الله عزّ وجلّ إليه :
( فَلا تَذْهَبْ
نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَراتٍ )
، ( فَلا
تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْكافِرِينَ )
.
أمّا
قوله : ( وَسْئَلْ مَنْ
أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رُسُلِنا )
فهذا من
براهين نبيّنا الّتي آتاه الله إيّاها ، وأوجب به الحجّة على سائر خلقه ، لأنّه
لمّا ختم به الأنبياء ، وجعله الله رسولا إلى جميع الامم ، وسائر الملل ، خصّه
الله بالارتقاء إلى السّماء عند المعراج ، وجمع
له يومئذ
الأنبياء ، فعلم منهم ما ارسلوا به ، وحملوه من عزائم الله وآياته وبراهينه ،
وأقرّوا جميعا بفضله وفضل الأوصياء والحجج في الأرض من بعده وفضل شيعة وصيّه من
المؤمنين والمؤمنات الّذين سلّموا لأهل الفضل فضلهم ، ولم يستكبروا عن أمرهم ،
وعرف من أطاعهم وعصاهم من اممهم ، وسائر من مضى ومن غبر ، أو من تقدّم وتأخّر.
__________________