قوله «قده» : وفهمه بغير كلامه.
يعني احترز بقوله «من كلامه» عن فهم غرض المتكلم لا من كلامه بل من قرائن حالية مقامية وقرائن اخرى خارجة.
قوله «قده» : وكأن هذا مراد من فسره.
وجه التعبير بلفظ كأن الدال على التحير والتردد هو أن قول المفسر بأنه هيئة ... الخ يحتمل وجهين :
(الأول) ـ أن يكون مراده بالمعاني مقابل الصورة. وبعبارة أخرى أن يكون مراده بالمعاني المعاني الجزئية المدركة للوهم والعقل المقيد والمضاف والمحبة الجزئية والعداوة الجزئية وغيرها ، ومراده بما تحس الصور الجزئية المحسوسة بالحواس الظاهرة بل الحس المشترك المسمى ببنطاسيا والهيئة باصطلاح المشائين بمعنى العرض في لسان الاشراقيين ، فيكون حاصل التفسير هو أن الادراك هيئة نفسانية وكيف نفسانى بها يتحقق ويدرك وينال المعاني الجزئية المتعلقة بالصورة المحسوسة الجزئية كمحبة زيد وعداوة عمرو ، فعلى هذا يكون الفهم أخص من الادراك ويكون نحوا خاصا من الادراك
ويحتمل أن يكون مراده بالمعاني المدرك بالذات مقابل المدرك بالعرض ويكون المراد بما تحس المدرك بالعرض ، فيكون مساويا للادراك.
وبيان ذلك : هو أن المدرك إما أن يدرك بالذات وإما أن يدرك بالعرض ، والمدرك بالذات هو الذي لا يدرك بصورة زائدة بل يدرك بنفسه كالصورة الحاصلة لانفسنا حيث انها لا تحتاج في إدراكها الى صورة اخرى والمدرك بالعرض هو الصورة الحاصلة في الخارج المنغمرة في المواد الموجبة للجهل والاحتجاب ، ولا بد في إدراكها من نزع الصورة عن المادة