.................................................................................................
______________________________________________________
بالتمامية بحكم المقدمة الثانية. والمفروض أن المتبادر منها التمامية بحكم الأولى ، بل معناها شيء يوجد في الذهن ، ويتصف بالتمامية ، وليس ذلك إلّا إذعانا بالوقوع ، فان النسبة الخارجية ان وجدت في الذهن مجردة عن الإذعان فتصور ، وتسمى نسبة ناقصة ، وان وجدت مع الإذعان فتصديق ، وتسمى تامة ، لكن المقصود من الإذعان المذكور ليس هو العلم البسيط ، كالعلم بوجود القيام لزيد ، لمن يرى زيدا قائما ، فان مجرد ذلك ليس تصديقا ولا مدلولا للقضية ، بل التصديق هو الإذعان والاعتقاد بوجود النسبة الملحوظة بين الموضوع والمحمول الملحوظ كل واحد منهما شيئا مستقلا في قبال الآخر ، منفكا عنه قبل الحمل والنسبة.
وأيضا ليس المقصود هو الإذعان الحقيقي والاعتقاد بوقوع النّسبة واقعا ولو في نظر المتكلم ، بحيث لا يجتمع مع الكذب ، بل المقصود عقد القلب وبناء النّفس على وجود النسبة والتجزم عليه ، وهو كما يوجد بعد العلم الحقيقي والاعتقاد الواقعي للنسبة المذكورة ، كذلك قد يوجد بخلق النّفس تلك الحالة مع القطع بالخلاف أو الشكّ ، كما ترى في القضايا الكاذبة ، فان الموجود من مدلول القضية فيها ليس بأنقص من الصادقة بالوجدان.
وأيضا : ليس المقصود هو التجزّم بمعناه الاسمي المستفاد من لفظ التجزم وعقد القلب ، حتى يرد عليه أنه معنى اسمي مستقل ، ومعنى الهيئة معنى حرفي غير مستقل ، فلا يمكن أن يكون ذلك معناها ـ كما أورد عليه بعض في حاشية الكفاية ـ بل المقصود التجزم بمعناه الحرفي غير المستقل باللحاظ ، الموجود في النّفس مرآة للخارج بلا التفات تفصيلي إليه ، كما مر نظيره في بيان كون الألفاظ موضوعة للمعاني المرادة. وان شئت فراجع ، ومعنى صدق القضية وكذبها ليس إلّا مطابقة التجزم المذكور للخارج المحكي وعدمها ، لا عبارة عن وجود التجزم المذكور في نفس المتكلم وعدمه ـ كما توهّم ـ لأنه موجود في نفس الكاذب أيضا ـ كما ذكرنا ـ بل لو لم تكن تلك الحالة في نفس المتكلم موجودة لم يكن مستعملا ، للفظ في معناه ، بل هو اما لاغ واما مستعمل له في غير ما وضع له. ولا يتوهم وجود