.................................................................................................
______________________________________________________
والأستاذ ـ دام
بقاؤه ـ لما رأى ذلك خلاف شأنهم وكلماتهم وكون المعنى الأول خلاف الوجدان وجّه
كلامهم بما في المتن ، وهو وان كان أيضا مخالفا لظاهر كلمات الأكثر منهم لكنه
موافق لما نقل عن بعض أهل الفن ، ويكون معنى اللابشرط على هذا : ان الذهن إذا توجه
إلى المبدأ الخارجي بلا زيادة شرط عليه ولا تصرّف فيه فلا يراه شيئا في قبال الذات
، بل لا يرى غير الذات ، والمبدأ من أطواره وكيفياته ، لأن تصوّر كيف الشيء بنحوه
الكيفي لا يمكن إلّا بتصور ذات المكيف ، كما مر نظيره في المعنى الحرفي من أن
تصوره بمعناه الحرفي غير ممكن إلّا بتصور السير المتكيف بكون ابتدائه البصرة مثلا
، ومعلوم أن العرض في هذا اللحاظ لم يكن شيئا في قبال المعروض ، بل من مراتب ظهوره
وحد وجوده وتشخصاته ، وهذا الملحوظ الكذائي يكون موضوعا له للمشتق : وكذلك ملاحظة
القطرة المندكة في البحر بنحو اندكاكها لا يمكن إلّا بملاحظة البحر ، وحينئذ لا
يرى اللاحظ غير وجود البحر شيئا ، فيكون لحاظ العرض لا بشرط عين لحاظ المعروض ،
ولحاظ الجزء لا بشرط عين لحاظ الكل.
وهذا المفهوم
الّذي يحمل عليه العرضية والجزئية مفهوم بشرط لا يشار به إلى حقيقتها ، كمفهوم
الابتداء المندك الّذي يشار به إلى المعنى الحرفي مع كونه في نفسه مفهوما اسميا ،
ومعنى بشرط لا أن يتوجّه إليه الذهن بشرط عدم الاندكاك ، لا بمعنى انفكاكه عن
المحل ، بل بمعنى تصوره شيئا في قبال المحل وان كان موجودا بوجوده ، وهذا الملحوظ
الكذائي يكون موضوعا له للمبدإ وللفظ الجزء ، وبهذا المعنى يقال للأول انه عرض غير
المحل ، وللثاني انه مقدمة للكل ، بخلاف اللحاظ الأول ، فان الأول عليه عين المحل
والثاني عين الكل ، ولذا يصح الحمل.
لكن الإنصاف : ان
هذين اللحاظين وان كانا حقا في العرض والجزء ، ويكون العرض في اللحاظ الأول متحدا
مع المعروض ، وكذلك الجزء مع الكل ، إلّا أن ذلك الاتحاد غير مفيد في صحة الحمل ،
لأن معنى الاتحاد المذكور ان العرض لم يكن موجودا بوجود منفك عن المعروض محدود
بحدود خاصة ، وكذلك الجزء لم يكن له وجود منحاز في قبال الكل حتى يلزم فعلا وجود
اجزاء لا تتجزأ مثلا عند وجود