قائمة الکتاب

    إعدادات

    في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
    بسم الله الرحمن الرحيم

    إفاضة العوائد [ ج ١ ]

    إفاضة العوائد

    إفاضة العوائد [ ج ١ ]

    تحمیل

    إفاضة العوائد [ ج ١ ]

    55/376
    *

    إذا عرفت هذا ، فنقول : يصح للأعمّي أن يقول : ان الواضع لاحظ جميع اجزاء الصلاة المأتي بها بقصد واحد ، وقد قلنا بان الأشياء المتعددة بهذه الملاحظة واحدة اعتبارا ، وبعد طرو الوحدة الاعتبارية ، حال تلك الأشياء بأجمعها حال الواحد الحقيقي ، فكما أن الواحد الحقيقي يمكن أخذه في الموضوع له على نحو لا تنثلم وحدته باختلاف الحالات الطارئة عليه (٤٣) كذلك الواحد الاعتباري قد يعتبر على نحو ليس فيه حد خاص. ولازم ذلك أنه متى ما وجد مقدار من ذلك المركب مقيدا بما يوجب وحدة الاجزاء اعتبارا وهو وحدة القصد ، يصدق عليه ذلك المعنى ، سواء وجد في حد التام أو الناقص ، فالذي وضع له اللفظ هو

    ______________________________________________________

    (٤٣) لا يخفى أن للموضوع له للفظ الصلاة على هذا وحدة اعتباريّة من جهتين.

    (إحداهما) : كونه جامعا لشتات الاجزاء المختلفة ، كالتكبير والقراءة والسورة والركوع والسجود وأمثال ذلك ، فانها أشياء متعددة حقيقة ، يعتبرها المعتبر واحدة ويعبّر عنها بالصلاة.

    (ثانيتهما) : كونه جامعا منتزعا من أفراد متعددة مختلفة الاجزاء ، فان مقدارا ما من الاجزاء والشرائط ـ محاطا بقصد إتيان الصلاة لله أو لإراءة الناس ـ ليست له وحدة كلية حقيقية ، كالوحدة الكلية لمفهوم الخطّ ، وهو مقدار ما من طرف السطح يقبل القسمة طولا ، حيث لا تنثلم وحدته الكلية باختلاف الخطوط طولا وقصرا ، بل له وحدة اعتبارية يعتبرها المعتبر من جهة كون تلك الأشياء المتعددة في جميع الافراد محاطة بالقصد المذكور.

    والمقصود في المقام تشبيه تلك الوحدة الكلية الاعتبارية بالوحدة الحقيقية الشخصية أو الكلية ، فكما لا تنثلم الوحدة الشخصية باختلاف الحالات والوحدة الكلية الحقيقية باختلاف الافراد ، كذلك لا تنثلم تلك الوحدة الاعتبارية الكلية ، فكما لا تنثلم وحدة حقيقة الماء باختلاف أفراده زيادة ونقيصة ، وحقيقة مفهوم البيت