السلام : «من كذب على متعمدا فليتبوأ مقعده من النار» ، قال الراعي فى صفة إبل :
لها أمرها حتى إذا ما تبوأت |
|
بأخفافها مأوى تبوأ مضجعا |
أي يتركها الراعي حتى إذا وجدت مكانا موافقا للرعى طلب الراعي لنفسه متبوأ لمضجعه ، ويقال تبوأ فلان كناية عن التزوج كما يعبر عنه بالبناء فيقال بنى بأهله. ويستعمل البواء فى مكافأة المصاهرة والقصاص فيقال فلان بواء لفلان إذا ساواه ، وباء بغضب من الله أي حل مبوأ ومعه غضب الله أي عقوبته ، و (بغضب) فى موضع حال كخرج بسيف أي رجع وجاء له أنه مغضوب وليس مفعولا نحو مر بزيد واستعمال باء تنبيها على أن مكانه الموافق يلزمه فيه غضب الله فكيف غيره من الأمكنة وذلك على حد ما ذكر فى قوله : (فَبَشِّرْهُمْ بِعَذابٍ) وقوله : (إِنِّي أُرِيدُ أَنْ تَبُوءَ بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ) أي تقيم بهذه الحالة ، قال.
أنكرت باطلها وبؤت بحقها
وقول من قال : أقررت بحقها فليس تفسيره بحسب مقتضى اللفظ. والباءة كناية عن الجماع وحكى عن خلف الأحمر أنه قال فى قولهم حياك الله وبياك أن أصله بوأك منزلا فغير لازدواج الكلمة كما غير فى قولهم أتيته الغدايا والعشايا.
(الباء) : يجيء إما متعلقا بفعل ظاهر معه أو متعلقا بمضمر ، فالمتعلق بفعل معه ضربان : أحدهما لتعدية الفعل وهو جار مجرى الألف الداخل للتعدية نحو ذهبت به وأذهبته قال : (وَإِذا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِراماً) والثاني للآلة نحو قطعه بالسكين. والمتعلق بمضمر يكون فى موضع الحال نحو خرج بسلاحه أي وعليه السلاح أي ومعه سلاحه وربما قالوا تكون زائدة نحو : (وَما أَنْتَ بِمُؤْمِنٍ لَنا) فبينه وبين قولك ما أنت مؤمنا لنا فرق ، فالمتصور من الكلام إذا نصب ذات واحد كقولك زيد خارج ، والمتصور منه إذا قيل ما أنت بمؤمن لنا ذاتان كقولك لقيت بزيد رجلا فاضلا فإن قوله رجلا فاضلا وإن أريد به زيد فقد أخرج فى مغرض يتصور منه إنسان آخر فكأنه قال رأيت برؤيتى لك آخر هو رجل فاضل ، وعلى هذا رأيت بك حاتما فى السخاء وعلى هذا (وَما أَنَا بِطارِدِ